نفت الولاياتالمتحدة أمس إنهيار المفاوضات بين القوي الكبري وإيران, في محاولة لمنع تدحرج كرة ثلج المطالب الإسرائيلية لشن ضربة عسكرية علي إيران في ظل تصاعد الأزمة النووية مع كوريا الشمالية. في الوقت ذاته, أكد مسئول أمريكي أن القوي الكبري تعتزم مواصلة العمل عبر القنوات الدبلوماسية لإقناع طهران بالعدول عن تطوير برنامجها النووي, فيما أقر بإخفاق مباحثات آلماتا في إنهاء الأزمة النووية. ورجح المسئول ألا تغير الدول الست الكبري من موقفها في المفاوضات والذي تعتبره عادلا ومتوازنا, مشيرا إلي أنه مع اقتراب موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في إيران خلال يونيو المقبل كان احتمال تحقيق انفراجة خلال اجتماع آلماتا محدودا. وانتهت مباحثات مجموعة5+1 مع إيران في آلماتا- التي استمرت يومين- دون الاتفاق علي موعد جديد لاستئناف المباحثات, مع تأكيد مفاوضي القوي الكبري علي استمرار عملية المفاوضات الدبلوماسية. جاء الاعتراف الأمريكي في الوقت الذي توالت فيه ردود الفعل الإسرائيلية علي نتائج مباحثات كازاخستان النووية. ومن جانبه, دعا يوفال شتاينتز وزير الشئون الاستراتيجية الإسرائيلي إلي تحديد مهلة لإيران تقدر بالأسابيع يتم بعدها اتخاذ إجراء عسكري ضدها لحثها علي وقف برنامج تخصيب اليورانيوم بعد انتهاء مباحثات آلماتا دون إحراز تقدم. وقال الوزير الإسرائيلي: العقوبات ليست كافية وكذلك المحادثات. حان الوقت لوضع تهديد عسكري أمام الإيرانيين أو وضع خط أحمر من نوع ما, خط أحمر واضح يضعه العالم كله وتضعه الولاياتالمتحدة والغرب للحصول علي نتائج. وبالتزامن مع تصريحات شتاينتز, أكد رئيس لجنة الخارجية والأمن البرلمانية أفيجدور ليبرمان إن جولة المحادثات النووية بين إيران والقوي العظمي في كازاخستان كان محكوما عليها بالفشل مسبقا. وقال ليبرمان إن إسرائيل فقط يمكنها أن تحمي شعبها, مشيرا إلي أن فشل المحادثات يثبت مجددا أن حماية وجود الأمة اليهودية لا يزال دور إسرائيل. وكانت كاثرين آشتون مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي وكبيرة مفاوضي القوي الدولية, قد أعلنت أمس الأول أن المباحثات لم تكسر هوة الخلافات بين الجانبين. وقالت إنه: أصبح من الواضح أن موقف كل منا لا يزال بعيدا جدا عن الآخر. وطالبت القوي الدولية- خلال المباحثات- إيران بتعليق أكثر أنشطتها النووية حساسية وهو تخصيب اليورانيوم مقابل إعفاء بسيط من العقوبات الدولية وهو ما لم تقبله طهران. وفي هذا السياق, صرح سفير إيران لدي النمسا حسن تاجيك بأن طهران تطالب بضرورة إعتراف الغرب بحقها في إمتلاك التقنية النووية السلمية, مضيفا أن الغرب لا يريد أن يعترف بذلك بشكل رسمي, معبرا عن اعتقاده بأن طهران مستعدة للتحاور حول التخصيب بنسبة20% وقضايا أخري مقابل الاعتراف بحقها النووي السلمي. وقال السفير الإيراني إن المشكلة تكمن في أن الغرب لا يريد أن يعترف بحق إيران بامتلاك تقنية نووية سلمية بصورة علنية, وهم يريدونا أن يتداولوا القضايا خلف الستار ووراء الكواليس, ويريدون تفاهمات سرية علي المبادئ العلنية.