وسط استقبال شعبي حافل واهتمام إعلامي كبير وصل إلي الخرطوم عصر أمس الدكتور محمد مرسي, في أول زيارة له للسودان منذ توليه الرئاسة رسميا في30 يونيو2012, ويرافقه وفد وزاري كبير بجانب كبار المسئولين في الحكومة المصرية. وكان علي رأس مستقبلي الرئيس مرسي بالمطار نظيره السوداني عمر البشير ونائبه الأول علي عثمان محمد طه ونائبه الدكتور الحاج آدم يوسف, ومساعدوه, والوزراء وكبار رجال الدولة وقادة الأحزاب السياسية, وسفراء الدول العربية والأجنبية وأعضاء السفارة المصرية وممثلو الجالية. وعقد الرئيسان لقاء مغلقا بقاعة الصداقة بالخرطوم تناولت العلاقات المتطورة بين البلدين علي مختلف الأصعدة والتنسيق في القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك, وأعقب ذلك لقاء ثنائي شارك الرئيسان فيه وعدد من وزراء البلدين لبحث العلاقات الاستراتيجية والملفات الثنائية ذات الأهمية المشتركة في مختلف المجالات, إضافة إلي مشاركة الشركات المصرية في عملية التنمية بالسودان. كما عقدت في المساء بقاعة الصداقة بالخرطوم جلسة العمل المشتركة بين وفدي رجال الأعمال المصريين والسودانيين, وحضر الرئيسان جانبا منها, حيث ناقش الجانبان خلال جلسة العمل سبل وآليات تعزيز علاقات التعاون الاقتصادي والتجاري بين السودان ومصر وكيفية إزالة المعوقات والعقبات التي أسهمت في إضعاف حجم التبادلات التجارية وزيادة حجم الاستثمارات المشتركة بين البلدين. كما ناقشت الجلسة التكوين الجديد لعضوية مجلس الأعمال السوداني المصري وكيفية تنشيط وتفعيل أعماله ليسهم في قيادة عملية المتابعة, والتنفيذ لاتفاقيات التعاون بين البلدين, وتقديم المقترحات والرؤي المشتركة للنهوض بمستوي العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية. ويضم الوفد المرافق للرئيس مرسي, مساعده للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي ووزراء الخارجية والنقل والتجارة والزراعة والري والتموين والنفط والاستثمار والتخطيط والتعاون الدولي. وكان الرئيس مرسي قد استقبل أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة قبل مغادرته إلي الخرطوم الدكتور أكمل الدين احسان أوغلو أمين عام منظمة التعاون الاسلامي, حيث أطلع الأمين العام الرئيس مرسي بصفته رئيس القمة الإسلامية في دورتها الحالية علي خطة تحرك الأمانة العامة لمنظمة التعاون الاسلامي خلال العام الجاري. وبحث الرئيس مع الأمين العام رؤية مصر لتنفيذ دور المنظمة خلال فترة الرئاسة المصرية وسبل تنفيذ المبادرات التي طرحتها مصر خلال مؤتمر القمة الاسلامية الذي عقد في القاهرة في فبراير.2013 وتناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا والتحديات التي تواجه الدول الاسلامية وفي مقدمتها الأزمة السورية والقضية الفلسطينية. وفي وقت سابق أعلن أوغلو أن العالم الاسلامي لابد أن يكون جزءا فاعلا في المجتمع الدولي. وقال إحسان أوغلو في محاضرة بمعهد الدراسات الدبلوماسية أمس الأول حول مستقبل منظمة التعاون الاسلامي إن المنظمة لابد أن تشغل مقعدا دائما بمجلس الأمن في المستقبل حيث إنها في الأصل تمثل طموح مليار ونصف المليار مسلم. وفي سؤال حول المساواة بين المذاهب قال إن مجمع الفقه الاسلامي بجدة أجاز المساواة بين المذاهب السنية والشيعية واصفا النزاعات التي تحدث في الفترة الأخيرة خاصة في العراق بأنها نزاعات سياسية وليست دينية خاصة بعد صدور وثيقة مكةالمكرمة عام2006 التي أنهت النزاع الديني.