أثارت موافقة لجنة الشئون التشريعية بمجلس الشوري, علي إجراء تعديل في قانون مباشرة الحقوق السياسية, يسمح برفع الحظر عن استخدام الشعارات الدينية في الدعاية الانتخابية, استياء المعارضة التي حذرت من أن هذه الخطوة سوف تؤدي لتعميق الفكر الطائفي وتقسيم المجتمع, فضلا عن مخالفتها للدستور. وقال الدكتور عبدالله المغازي المتحدث باسم حزب الوفد إن إلغاء فقرة حظر الشعارات الدينية من المادة60 بقانون الانتخابات يتعارض مع أحكام الدستور وأن المحكمة الدستورية العليا سوف تتعرض لهذا الإلغاء الذي سيزيد من انقسام المجتمع وسيؤدي إلي حدوث فتنة. وحذر سيد عبدالعال رئيس حزب التجمع من أن استخدام الشعارات الدينية في الدعاية الانتخابية, سيؤدي إلي تعميق الفكر وتقسيم المجتمع. من جانبه قال ماجد سامي, الأمين العام لحزب الجبهة الديمقراطية, إن استخدام الشعارات الدينية في الدعاية الانتخابية, سيزيد من الشقاق والخلافات بين القوي الوطنية. وقال المهندس محمد أنور عصمت السادات, رئيس حزب الإصلاح والتنمية, إن استخدام الشعارات الدينية في الانتخابات سوف يخلق حالة من الاستقطاب. ومن جانبه, رفض وليد عبدالمنعم المتحدث الرسمي باسم حزب مصر موافقة الشوري علي إلغاء فقرة حظر استخدام الشعارات الدينية لأننا نرفض الخلط بين الدين والسياسة في الدعاية الانتخابية وهذا يخل بمبدأ تكافؤ الفرص. ورأي علاء شلبي, الأمين العام للمنظمة العربية لحقوق الإنسان, أن القرار سيسهم في استمرار الاحتقان السياسي, وسيضر بالعملية الانتخابية. وانتقد حزب المصريين الأحرار إلغاء حظر استخدام الدعاية الدينية في قانون الانتخابات, لأن العودة لإقحام الدين في الدعاية الانتخابية إعلان عن قيام دولة كهنوتية لا تتنافس فيها الأفكار والبرامج السياسية وإنما ستكون حلبة لصراع مخيف, ستكون له عواقب كارثية بين اتباع كل دين. وقال المهندس شهاب وجيه, المتحدث الرسمي للحزب, إن استخدام الدعاية الدينية في الانتخابات يناقض الدين نفسه ويناقض قول الله تعالي: إن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا, حيث أمرنا الله باستخدام المساجد في الدعوة للأخلاق الحميدة, والدعوة لله وليس لحزب سياسي أو أشخاص يصورون أنفسهم كأنهم متحدثون باسم الدين. ورفض الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح, رئيس حزب مصر القوية, استخدام الشعارات الدينية في الدعاية الانتخابية, واصفا ذلك بأنه أمر غير مقبول لأنه لا يمكن تحويل الدين الإسلامي لأداة لحصد الأصوات الانتخابية. وأكد المهندس طارق الملط, عضو المكتب السياسي لحزب الوسط وعضو مجلس الشوري, أن الشعب المصري الآن ليس بحاجة للشعارات الدينية, وأن المصريين يحتاجون من الأحزاب خططا وبرامج وحلولا للأزمات التي يعانونها في أمورهم الحياتية كرغيف الخبز والكهرباء. في المقابل رحبت الجماعة الإسلامية وحزبها البناء والتنمية بإلغاء حظر الشعارات الدينية في الانتخابات المقبلة, وقال علاء أبوالنصر, الأمين العام لحزب البناء والتنمية, إن إلغاء حظر الشعارات الدينية أمر جيد, وسيعطي الفرصة للإعلان عن الهوية والمرجعية, وفي الوقت نفسه دون تجريح أو انتقاد هوية الآخرين أو شركاء الوطن. وأكد أن شعارات الجماعة الإسلامية وحزبها السياسي, سيركزان علي الفقراء والشباب والعدالة الاجتماعية في الانتخابات المقبلة مثل شعار الفقراء أولا أو شعار عيش حرية عدالة اجتماعية.