دهشت كثيرا وانا استمع لبعض اصحاب المصانع التي اغلقت ابوابها في العامين الاخيرين من ان اهم الاسباب التي دفعتهم لاتخاذ قرارات الغلق كانت مشاكل العمالة رغم ان العمالة المصرية كانت من ابرز المزايا النسبية التي تجذب الاستثمارات المصرية او الاجنبية في القرن الماضي لمهارتها وقلة اجورها لكن هذه الميزة فقدناها في السنوات الاخيرة بسبب تراجع مفاهيم الالتزام والانتماء والجدية والعطاء بلا حدود لتحل محلها مفاهيم لي الزراع والاخذ بلا عطاء وتغليب المصلحة الذاتية علي مصلحة العمل حتي إن تكرار الاعتصامات العمالية في بعض الموانيء المصرية قد دفع خطوط الملاحة الدولية للتفكير في تغيير مساراتها والاعتماد علي موانيء اخري بدول مجاورة! ولكن مشكلة سوء اوضاع العمالة المصرية ليست السبب الوحيد في فقدان مصر لميزة العنصر البشري فهناك مشكلةاخري تكمن في ان هذا الكم الهائل من خريجي الجامعات ومدارس التعليم العام والفني لم يعد ملائما لسوق العمل ولا يفي بمتطلباته وهذا يعني اننا نواجه كارثة البطالة المتزايدة وفي الوقت نفسه نعاني من العجز في العمالة الماهرة مما يعني اننا نلقي بملايين الجنيهات من ميزانية التعليم في القمامة لاننا نصنع انتاجا تعليميا رديئا! ولذلك فإنني شعرت بالاعجاب والتقدير للدراسة التي اصدرهاالمركز المصري للدراسات الاقتصاديةوالتي اعدتها الدكتورة ماجدة قنديل وجاء فيها ان مشكلة البطالة تحتاج الي استراتيجية شاملة لاصلاح التعليم ومعالجة الاختلالات الكبيرة بين العرض والطلب في سوق العمل, حيث ارتفعت البطالة بشكل كبير ووصلت الي25% بين الشباب..فالجامعات لاتعمل علي تخريج نوعية المهارات الفنية والادارية اللازمة للقطاع الخاص.. والقضية الاساسية ليست هي الاستثمار المنقوص حيث إن ثلث خريجي المدارس الثانوية تقريبا يلتحقون بالجامعة ولكن تكمن المشكلة في عدم قدرةالنظام علي الموائمة بين الموارد البشرية وبين فرص استيعاب هذه الموارد في عجلة الانتاج لذلك فإن صاحبة الدراسة وهي مستشار في صندوق النقد الدولي- تري ان الحكومة تواجه مهمة صعبة تتمثل في تطوير نظام التعليم الحالي الذي لا يواجه متطلبات العصر. لمزيد من مقالات أحمد عصمت