استكملت جامعة الدول العربية بالتعاون مع السلطات الليبية جميع الإجراءات اللوجيستية والتنظيمية المتعلقة بانعقاد القمة العربية في مدينة سرت يومي27 و28 مارس الحالي. وصرح السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية, بأن وفد الجامعة العربية سيغادر القاهرة صباح اليوم متوجها الي مدينة سرت الليبية لوضع اللمسات النهائية علي هذه الترتيبات تمهيدا لاجتماع المندوبين الدائمين للجامعة وكبار المسئولين للمجلس الاقتصادي والاجتماعي يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين. وأكد بن حلي في تصريحات خاصة لمحرر الشئون العربية للأهرام أن جدول أعمال القمة العربية لايزال مفتوحا ولم يقفل بعد, وأنه ضم حتي الآن نحو30 بندا تمثل معظم القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والقانونية وعلاقات التعاون بين العالم العربي والخارجي وفي مقدمتها التطورات التي تصاحب عملية السلام في الشرق الأوسط, والقضية الفلسطينية وفي قلبها القدس وما تواجهه الآن من اعتداءات والتحركات الدبلوماسية العربية في هذا المجال, وتحدي إسرائيل للمجتمع الدولي بما فيها حليفها الأساسي وكذلك الوضع في العراق والسودان والصومال, وغيرها. كما شدد نائب الأمين العام للجامعة العربية في تصريحاته للأهرام علي موضوع التضامن العربي وإزالة كل ما يشوب العلاقات البينية بين الدول العربية, وقضية الأمن الإقليمي وأمن المنطقة التي سيعكف القادة علي بحثها, وكذلك التعاون بين جامعة الدول العربية والأطراف الدولية الأخري, خاصة التكتلات التي قامت الجامعة العربية بفتح قنوات معها مثل الإعداد للقمة العربية الإفريقية الثانية والمنتدي العربي( العربي التركي والعربي الصيني.. والهندي), وأيضا التعاون العربي الأوروبي في ضوء فتح مكتب مشترك في مالطا ليكون قناة بين الجامعة العربية وأوروبا. تقارير متعددة وكشف السفير بن حلي في تصريحاته للأهرام عن أن الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسي سيقدم للقمة العربية عددا من التقارير المهمة حول نشاط الجامعة العربية ومنظماتها المتخصصة, بالإضافة الي تقريره عن العمل العربي المشترك, وأشار الي أن هذه التقارير ستشمل المحاور السياسية والاقتصادية والإدارية وغيرها, وأوضح أنه سيكون هناك تقرير خاص عن العمل الاقتصادي العربي في ضوء ما حدث في قمة الكويت والقرارات التي اتخذتها, وكذلك تقرير حول عملية التطوير والتحديث والاصلاح في العالم العربي من شتي الجوانب السياسية والاجتماعية المتعلقة بالتعددية والديمقراطية والانتخابات. وقال إن هناك عددا من الأقطار العربية ستطرح بعض الأفكار والآليات المتعلقة بتطوير مسيرة العمل العربي المشترك, كما أن هناك مبادرات أخري حول التضامن العربي ومعالجة ما يشوب العلاقات البينية بين الدول العربية. إيران والعرب! وحول العلاقات العربية الإيرانية في ضوء أزمتها النووية مع المجتمع الدولي واحتلالها الجزر الإماراتية الثلاث, وعلاقاتها بدول الجوار, قال نائب الأمين العام للجامعة العربية للأهرام, إن إيران دولة جارة كبيرة وشقيقة تربطها بالعالم العربي روابط وطيدة تاريخية وثقافية ودينية وجغرافية ولذلك فإننا نعتقد أن هذه الروابط تحتم أن يكون بينها وبين جيرانها العرب حوار مفتوح لإزالة ما يشوب هذه العلاقات من عوائق وعلي رأسها موضوع الجزر الإماراتية الثلاث, والاتفاق علي المصالح المشتركة والأمن الخليجي في المنطقة. أما فيما يتعلق بالملف النووي بالمنطقة فإنه يجب أن تكون المنطقة خالية من أي أسلحة نووية, ولابد أن يشمل ذلك إسرائيل حتي يزول كل ما يهدد المنطقة من سلاح نووي وبدون انتقائية, مشيرا الي أن موضوع نزع السلاح النووي وإخلاء مناطق العالم من هذه الأسلحة سيكون محل نقاش في مؤتمر دولي في الشهور المقبلة لتطوير الاتفاقية الدولية لعدم انتشار السلاح النووي. وكشف بن حلي في هذا الصدد عن أن الأمين العام للجامعة سيقدم تقريرا حول كيفية قيام العالم العربي بلعب دور وتقديم اقتراحات عملية في هذه الاتفاقية, مشيرا الي أن من حق الدولة النامية ودول العالم الثالث استخدام الطاقة النووية في الأغراض السلمية وينبغي ألا نغلق الباب أمام هذه الدول للاستفادة منها سلميا. واختتم نائب الأمين العام للجامعة العربية تصريحاته للأهرام, بالتأكيد أن قمة سرت الليبية بالرغم من كونها قمة عادية إلا أنه ينتظر منها الكثير في ظل التحديات التي تواجهها الأمة والقضايا المصيرية المطروحة والظروف الدولية المحيطة بالعالم العربي والذي يجعل منها قمة مهمة واستثنائية برغم أنها تأتي في إطار دورية انعقاد القمم العادية.