يحضرني بعض التساؤلات, وهي مرتبطة بمؤشرات تكوين المجلس النيابي المقبل, وسأكتبها كما طرأت علي ذهني, اي بغير عمد في الترتيب: 1 هل تكتمل الدائرة قريبا بإعلان الدولة العبرية الصهيونية دولة يهودية خالصة تحكم بالأصولية اليهودية, وانه لا مكان فيها لمن لا يقبل حكم الشرعية التوراتية والتلمورية, وسيعلن حاخاماتها أن اللي مش عاجبه يهاجر ويسيب البلد تأسيا منهم بمنطق واعلانات مشايخ السلفية وقادة الاحزاب المسماة بالاسلام في مصر ؟! 2 هل نحن بصدد اكتمال الخطوات العملية لحائط سني يمتد من نجد إلي مصر والسودان الشمالي وشمال إفريقيا كجزء من الكماشة التي يمثل سنة وسط اسيا فكها الآخر استعدادا لتحطيم إيران الشيعية وحصار بؤر التشيع الجهادي القائم في المنطقة والاخري المحتملة ودعم ذلك بتفكيك ديني وطائفي واسع ليتأكد استمرار الدولة العبرية الصهيونية كقوة عظمي بين هذه النتف المفككة؟ 3 هل يكفي الصعود السلفي والاخوان في مصر لمستوي صنع واتخاذ القرار وقاية الدول النفطية المحافظة من انعكاس التغيير في مصر وحتي لا يتكرر ما حدث في الخمسينيات وجزء من الستينيات؟ وهل لأجل ذلك تدفقت الاموال وتوثقت العلاقات ؟ مع الاخذ في الاعتبار ان الحركات المسماة بالاسلامية كانت السباقة للاستقواء بالخارج لجوءا وتمويلا وإعلاما, ومنذ عهد شاه إيران في الهيئات والاحلاف التي حملت اسم الإسلام لمواجهة المشروع القموي التحرري؟ 4 هل صحيح ان الحكومات الغربية والادارة الامريكية يرحبون بهذا الصعود للحركات المسماة بالإسلام بعد تأكد الاوروبيين والأمريكيين من خلال حوارات لقاءات مشتركة معلنة وغير معلنة, من مدي تلهف ذلك البعبع لاسترضاء الخواجات وطمأنتهم سياسيا, خاصة في مسأله الدولة العبرية, واقتصاديا بحكم انهم يلبسون الذهب الرأسمالي الحر عماعة دينية, وهذا الترحيب الغربي مماثل لحالة البعبع الفلسطيني الذي ما إن دخل حوارا مع الخواجة في أمريكا و أوروبا حتي ظهرت ليونته و صربعته ومبالغته في التنازل, وما كشفته وثائق ويكيلكس يؤكد ذلك. 5 هل هي صدفة ان تقارب نسبة ما حصل علية التيار المسمي بالإسلامي بفرق المختلفة والمتناحرة مع نسبةالامية الهجائية والاخري السياسية والثقافية في مصر؟ وهل هناك امل في مستقبل عقلاني تحديثي بناء علي ان نسبة ما حصل علية الذين لا يرفعون الدين علي اسنة رماح الصراع السياسي والاجتماعي زادت علي ثلاثين بالمائة, وهي نسبة تفوق المتعارف عليه حول نسبة النخب السياسية المستنيرة ثقافيا؟ 6 هل سيقدر اولئك الذين في أنفسهم تجسيدا للدين الاسلامي عقيدة وشريعة ومنهجا وسلوكا علي ان يفصلوا بين ذواتهم وسياستهم وبين الدين في حالة ان كشفت الايام عن اخطاء وخطايا ملأت تطبيقاتهم وليعلنوا ان الدين لا يتحمل ضلال تابعيه, خاصة انهم سجلوا في الممارسات التطبيقية قبيل الانتخابات واثناءها المتاجرة بفقر الناس وقلة وعيهم والمناورة بالكذب والخديعة ونقص الوعود مع الآخرين والخصوم, بدعوي ان الحرب خدعة وان الضرورات تبيح المحظورات وان المكر الحسن جائز؟ 7 وهل سنجد من يملك شجاعة اللحظة التي امتلكها حسن البنا عندما وصف الضالين القتلة في جماعته بانهم ليسوا إخوانا وليسوا مسلمين, ليأتي من يتأسي بالامام ويوجد المضلين الان وغدا ليسو إخوانا ولا سلفا ولا مسلمين, مستندا إلي المتواتر من ان المسلم قد يسرق وقد يزني ولكنة لا يكذب وما نقض العهود وازدواج الخطاب إلا كذب صراح ؟ 8 هل سيأتي وقت نشاهد فيه هذه الاحزاب وقد اعتلت اريكة الحكم وذاقت عسيلته وهي تطالب رعاتها وإخوانها في المذهب من حكام شبه الجزيرة العربية بان يؤدوا زكاة الركاز المفروضة علي الثروات الطبيعية. والنفط في مقدمتها. لتنفق علي كل الامة ومصر منها, وان تؤخذ الزكاة بأثر رجعي و زي بعضه فلتخصم منها المبالغ التي تقاضتها تلك الجماعات والحركات والاحزاب باعتبارها انفقت من اجمل التمكن لشرع الله وليس للمشاريع التجارية وشراء الذمم السياسية وتأليف القلوب؟ 9 هل سيؤدي اصطدام تلك القوي بالواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي شديد التعقيد إلي تغير في مفاهيمهم ودفعهم للاستعانة بتراث أئمة ثقاة معاصرين طراز محمود شلتوت و المدني وعبد الله دراز وابي زهير والخفيف ومرزوق وعبد العزيز عيسي؟ 10 واخيرا هل سنجد من يجدد للأمة دينها عقب قرن انصرم ومع قرن يحبو تجديدا يختلف عن نموذج الشيخ الوقور الذي اصدر فتوي قاطعة يطابق فيه بين وجة المرأة وفرجها؟ اتساءل واستغفر الله من ذنب عدم الحياد.. ولا حول ولا قوة إلا بالله. المزيد من مقالات أحمد الجمال