لولا أن الاغلبية من المصريين, الذين لايخرجون عادة إلي الشارع للتعبير عن آرائهم, قد ساندوا وأيدوا وباركوا ثورة الشباب علي حكم مبارك, لما نجحت ولما رحل هذا النظام الفاسد.. وأيضا لما اضطر الجيش للوقوف في صف الثوار, لأن الشعب كله كان معهم. فقد كان مايزيد علي ثمانين مليون مصري في بيوتهم ومزارعهم وأعمالهم يتابعون بكل جوارحهم, المتظاهرين والمعتصمين في التحرير وهم بضعة مئات الآلاف, بكل فخر واعتزاز, يؤيدونهم ويساندونهم بكل الوسائل, الأمر الذي اعطي لهؤلاء الثوار قوة ومصداقية وشرعية, لولاها لكانوا مجرد مجموعات معارضة تسعي لقلب نظام الحكم ولا تمثل الإرادة الشعبية الجامعة للمصريين, وإذن لجري التعامل معهم أمنيا من خلال الشرطة والجيش بنجاح ولو بعد حين! إن الفضل في نجاح ثورتنا لله أولا, ثم للشعب المصري كله وليس لمجموعة معينة تزعم ملكيتها وتريد ان تحتكر ثمارها ماديا ومعنويا, ومنهم فئة للأسف لاتعرف إنكار الذات وتسعي لفرض رأيها بديكتاتورية شديدة, وتحول حق التظاهر والاعتصام السلمي المكفول بالقانون, الي استفزازات ومصادمات وبلطجة! وإنني أتساءل: ماذا نسمي هؤلاء القائمين النائمين المعتصمين المحاصرين لمقر مجلس الوزراء( ومن وراءهم يمدهم بالغذاء والغطاء والبدلات) هل هؤلاء حقا ثوار؟!. وبأي حق يرفضون رئيس الوزراء الشرعي, المعين من قبل المجلس الأعلي للقوات المسلحة صاحب السلطة الدستورية للتعيين؟!. وماذا سيحدث عندما يجئ الجنزوري والوزراء ويحاولون الدخول لممارسة عملهم, هل سيمنعهم المحتجون المعتصمون الثوار بالقوة؟!. أي بلد واي دولة تكون مصر عندئذ؟!. وهل سوف تتدخل قوات الشرطة او الجيش لتمكين الحكومة من دخول مقرها, فتحدث( المواجهة) وبعدها تتهم الشرطة بالهمجية والجيش بالعنف المفرط, ونبكي علي المصابين والشهداء الذين سقطوا في سبيل الله والوطن, من الجانبين!! علمت أن التظاهر والاعتصام ممنوعان قطعيا في سويسرا بنص الدستور وقلت لنفسي: ياله من شعب مغلوب علي أمره, فاته قطار التحضر وهو محروم من أبسط حقوق الإنسان في حرق سيارات شرطة بلاده ومقارها وقطع الطريق البري والسكك الحديدية علي اخوانه المواطنين! كما انبهر العالم بثورة الشعب المصري في25 يناير, كان اشد إعجابا بالوجه الحقيقي والمتحضر لهذا الشعب, والذي أضاء الدنيا يوم28 نوفمبر بهذا الاقبال الحضاري علي الانتخابات البرلمانية بنسبة مشاركة قياسية عالمية وقلت لنفسي: هذه هي المليونيات إلا فلا! [email protected] المزيد من أعمدة عصام عبدالمنعم