في الوقت الذي نالت فيه المستشفيات والمراكز الطبية المتخصصة التابعة لجامعة المنصورة شهرة عالمية في مجال تقديم الخدمات الطبية المتميزة ليس لأبناء مصر وحدهم لكن ايضا لكثير من الأجانب الذين يفضلون تلقي العلاج بها. فإن هذه المراكز تعاني في الوقت الحاضر نقصا شديدا في هيئات التمريض خاصة بعد صدور قرار وزارة الصحة الذي يتعلق بتحويل مدارس التمريض إلي معاهد للتمريض, مدة الدراسة بها5 سنوات, مما أوجد( عامي فراغ) بالإضافة إلي تحديد فترة تكليف إخصائيات التمريض لمدة عام واحد بالمستشفيات الجامعية يتم بعده عودتهم لوزارة الصحة التي تقوم بدورها بإعادة توزيعهم علي المستشفيات التابعة لها دون غيرها وهو الأمر الذي بات يؤثر علي مستوي أداء هذه الخدمة من الاضافة إلي صعوبة تشغيل عدد من المراكز الطبية الجديدة لعدم توافر العدد الكافي من الممرضات والاخصائيات لتشغيلها. الأهرام رصدت هذه المشكلة مع عدد من مديري هذه المراكز والمستشفيات. ويؤكد الدكتور أسامة الباز مدير عام المستشفيات الجامعية حاجة مستشفيات النقاهة والحالات الحرجة والعيادات الخارجية لمراكز جراحات المخ والأعصاب وطب و جراحة العظام وأمراض النساء والتوليد لأكثر من300 ممرض وإخصائية بالإضافة إلي حاجة مستشفي المنصورة الجامعي الأم إلي100 ممرضة وإخصائية للعمل في العناية المركزة وغرف العمليات الخاصة بالمستشفي كما يؤكد الدكتور حسن أبو العينين مدير مركز جراحة الكلي والمسالك البولية معاناة المركز حاليا من نقص الممرضات وأخصائيات التمريض الحاصلات علي بكالوريوس التمريض وان المركز في حاجة شديدة ل40 إخصائية تمريض للعمل بغرف العمليات والعناية المركزة والافاقة. وأرجع الدكتور ابو العينين مشكلة نقص هيئة التمريض الي عزوف الكثيرات منهن عن العمل في النوبتجيات الليلية والقيام باجازات متكررة إما لدواعي السفر للخارج أو لرعاية الأسرة أو العمل بالمستشفيات الخاصة التي تعطي أجورا مجزية, مشيرا إلي أن معظم الاخصائيات يرفضن العمل( كممرضة سريرية) علي إعتبار أنهن حاصلات علي مؤهلات أعلي وان من حقهن أن يكن رئيسات عمل. ويتساءل: هل كل الاخصائيات رئيسات عمل؟! ويقترح الدكتور أبو العينين أن يقوم كل مستشفي بعمل دورات تدريبية لتخريج( ممرضة مساعدة) من الحاصلات علي دبلوم تمريض نظام3 سنوات ولايعملن حاليا لفتح مجال امامهن للعمل في المراكز والمستشفيات الطبية مما يوفر جهود حكيمات أخريات خاصة بعد إلغاء نظام تخريج الممرضات بعد3 سنوات من الحصول علي الإعدادية وتطبيق نظام الخمس مما يعني وجود عامي فراغ. كما يؤكد الدكتور جمال العبيدي مدير مركز جراحة الجهاز الهضمي أن المركز يعاني من عجز شديد في هيئة التمريض يصل الي أكثر من50% بالنسبة للممرضات و30% بالنسبة لاخصائيات التمريض مشيرا إلي أنه تم تعلية المركز بطابق سابع و الانتهاء من تجهيزه لزيادة عدد الأسرة لخدمة المرضي لكن هذا العجز يقف حائلا دون الاستفادة من هذا الطابق, وينتقد الدكتور عمرو ياسين مدير المركز السابق النظام الذي تتبعه وزارة الصحة للحصول علي ممرضات وإخصائيات برغم وجود كلية ومعاهد تمريض تابعة للجامعة! بينما يشير الدكتور وائل خفاجي مدير مستشفي الطوارئ الجامعي إلي أن هذا المستشفي يتحمل عبئا ثقيلا حيث يستقبل الحوادث ليس من محافظة الدقهلية وحدها وإنما من المحافظات المجاورة مشيراالي أن العالم كله اصبح يهتم بتخريج إخصائيات تمريض مدربات علي مستوي عال من العمل في غرف العمليات والعناية المركزة لافتا إلي أن المستشفي يضم3 غرف عناية مركزة خاصة بالجراحات المختلفة تضم24سريرا وان المستشفي في حاجة الي50 أخصائية تمريض يتبادلن العمل فيما بينهن. بينما يطالب الدكتور محمد خشبة أستاذ طب الأطفال ورئيس وحدة الرعاية الحرجة في الأطفال حديثي الولادة بمستشفي الأطفال الجامعي بضرورة التنسيق بين وزارتي الصحة والتعليم العالي لتوزيع الاخصائيات فور تخرجهن فيما بين مستشفيات وزارة الصحة والمراكز والمستشفيات الجامعية التي تتحمل العبء الأكبر فيما يتعلق بالتعامل مع المرضي من ذوي الحالات الحرجة الذين يتم إدخالهم غرف العناية المركزة وكذلك الذين يحتاجون الي إجراء عمليات جراحية والأطفال المبتسرون( ناقصي النمو) الذين يحتاجون إلي رعاية خاصة من خلال وضعهم علي أجهزة التنفس الصناعي ويشير الدكتور خشبة إلي أن المشكلة الذي تؤرقة هي نقص اخصائيات التمريض الذي يزيد علي20 إخصائية حاليا لافتا إلي أنه ليس هناك مشكلة في عدد الحضانات المجهزة بأجهزة التنفس الصناعي لاستقبال الأطفال المبتسرين بقدر وجود مشكلة نقص الممرضات موضحا انه يمكن تشغيل30حضانة بكامل طاقتها في حالة توافر العدد الكافي من اخصائيات التمريض المطلوبات للعمل في غرف العناية المختلفة. ولاتزال مشكلة نقص الممرضات والاخصائيات بمستشفيات جامعة المنصورة تبحث عن حل!!