انعكست أجواء الانتخابات, التي بدأت أمس, علي ميدان التحرير, حيث شهد انخفاضا ملحوظا في أعداد المتظاهرين حيث لم تتجاوز بضعة آلاف, وانقسم المشاركون في الحلقات النقاشية إلي فريقين. الأول, وهم من شباب التيارات السياسية والليبراليين, يؤكدون عدم جدوي المشاركة فيها, وحثوا المتظاهرين علي استكمال الاعتصام متبنين وجهة نظر مفادها أن المجلس العسكري لم يستمع إلي مطالبهم بإنشاء حكومة إنقاذ وطني يقودها أحد رموز الثورة, بعد أن أتي المجلس بالدكتور كمال الجنزوري, الذي ينتمي للنظام البائد, بينما رأي الفريق الثاني, وغالبيته من المستقلين غير المسيسين, ضرورة المشاركة في الانتخابات وإدلاء المتظاهرين بأصواتهم, معتبرين أنها نقطة البداية للتحول الديمقراطي, محاولين إقناع الموجودين بجدوي المشاركة علي المدي الطويل, وقد إتفقت غالبية القوي السياسية المشاركة في الاعتصام بالميدان علي تقسيم أنفسهم إلي مجموعات يتجه عدد منها لرصد المخالفات الانتخابية, بينما تستمر مجموعات أخري في الميدان لمواصلة الاعتصام. وبالرغم من برودة الجو وتجمع مياه الأمطار, أصر المتظاهرون علي مواصلة الاعتصام ولجأ أغلبهم إلي استعمال أوراق الكرتون لتجفيف مياه الأمطار واستعانوا ببطاطين وخيام إضافية, بينما بدأت لجان شعبية في تنظيف الميدان وأخري خرجت في مسيرات صغيرة تردد الشعارات للتحفيز علي الاستمرار في الاعتصام, ورفع الروح المعنوية للثوار خاصة بعد إنسحاب زائري الميدان الذين عادوا إلي منازلهم هروبا من برودة الطقس. وفي ظل حالة الهدوء التي يعيشها ميدان التحرير, وانحسار المشكلات, قلت الحلقات النقاشية التي كانت تدور بين مجموعات تنتشر وسط المعتصمين للبحث عن حلول للخروج من الأزمة الراهنة إقرأ أيضا : حملة من شباب فيس بوك لارتداء الملابس السوداء تخليدا للشهداء