ناقش منتدي الإصلاح العربي السابع الذي عقد بمكتبة الإسكندرية الأسبوع الماضي وعلي مدي ثلاثة أيام بمشاركة نحو ألف شخصية عربية من22 دولة عددا من القضايا المهمة المتعلقة بمستقبل الأمة العربية, ودارت المناقشات داخل قاعات المنتدي حول أربعة محاور رئيسية منها: التغيرات المناخية وظاهرة الاحتباس الحراري وتأثيرها الخطير علي منطقتنا العربية وعدم وجود موقف عربي موحد حيال خطط مواجهة هذه الظاهرة. وكانت قضية الإصلاح السياسي من أهم المحاور التي تمت مناقشتها, فضلا عن قضايا مثل وضع التعليم في الدول العربية وقضايا الإصلاح الاقتصادي ودور الإعلام في العلاقات العربية والوضع الإقليمي الراهن, ومستقبل العلاقات العربية علاوة علي قضايا المرأة والديمقراطية وحقوق الإنسان. وقد أجمع المشاركون في المنتدي علي أن الخطوات التي اتخذتها الأنظمة العربية تجاه هذه القضايا الحيوية لاتلبي الحد الأدني لتطلعات شعبها نحو النهوض بمستقبل الأمة العربية, فمازال هناك الكثير من التشريعات التي تستوجب التعديل الجوهري الذي يسمح بحرية إقامة الأحزاب وتداول السلطة ومحاربة الفساد بشكل حقيقي وليس انتقائيا وتمكين المرأة ودعم منظمات المجتمع المدني ونزاهة العملية الانتخابية. وانتقد المشاركون في المنتدي الأنظمة العربية لعدم إقامة السوق العربية المشتركة والاتحاد الجمركي حتي الآن أسوة بالاتحاد الأوروبي الذي أنشئ بعد الجامعة العربية بثلاثة عشر عاما وقطع أشواطا كبيرة نحو الوحدة برغم تعدد لغاته وثقافاته. ثم انتقلت المناقشات حول هذه القضايا المهمة بالنسبة لمستقبل الوطن العربية إلي حالة العلاقات العربية العربية التي من أبرز ملامحها خلال السنوات العشر الأخيرة الخلاف والتفتيت والصراع الداخلي, ثم نأتي أخيرا إلي احدي القضايا الحيوية في تواصل العالم العربي وهي الاعلام بكل صوره وأشكاله المرئي والمكتوب, حيث يتطلب القيام بسن تشريعات جديدة من قبل الأنظمة العربية تنظم عمل هذا الاعلام المنفلت الذي أصبح أداة خطيرة جدا في نشوب الصراعات وبث الفرقة بين شعوب الدول العربية ويبقي السؤال: هل هذه القضايا المهمة والحيوية بالنسبة لمستقبل تطور العلاقات العربية مدرجة علي جدول أعمال القمة المقبلة بعد أيام بليبيا, أم أن هذه القمة ستهتم بالقضايا التقليدية التي تعودت الشعوب علي مناقشتها خلال القمم العديدة السابقة وهي بذلك تعيد انتاج ما ناقشته في الماضي دون النظر إلي مستقبل شعوب المنطقة الحالمة بالتقدم أم ستنظر إلي هذه القضايا بعين الاعتبار؟!