منارة العلم في مصر ومحيطها الإقليمي' هذا هو ما اختارته جامعة القاهرة شعارا لها مع بداية المئوية الثانية لها ومع أول خطة استراتيجية ترسم ملامحها من عام2010 وحتي عام2015. ويأتي شعار الجامعة امتدادا للتاريخ حيث أنشئت جامعة القاهرة عام1908 لتكون منارة للفكر الحر وأساسا للنهضة العلمية وجسرا يصل البلاد بمنابع العلم الحديث وبوتقة تعد فيها الكوادر اللازمة في كافة التخصصات لمشاركة العالم تقدمه العلمي.. والحقيقة أن الخطة الاستراتيجية لجامعة القاهرة تستحق الوقوف أمامها باحترام كبير لعدة أسباب, أولها: مدي الجهد الذي بذل فيها للوصول إلي رسم صورة صادقة لواقع الجامعة ومستقبلها, والثاني هو هذا القدر الكبير من الموضوعية والأمانة حيث حددت الجامعة نقاط الضعف قبل نقاط القوة والتهديدات التي تواجه مشروعاتها, والثالث أن الخطة والمسئولين عنها ألزموا أنفسهم أمام الرأي العام بإنجازات محددة وواضحة يمكن حسابهم علي عدم تنفيذها, وأخيرا لما طرحته من توقيتات وبرامج زمنية. يقول الدكتور حسام كامل رئيس جامعة القاهرة إن الجامعة تعد صرحا تعليميا ذا مكانة علمية وتاريخية لا ينكرها أحد ورائدة التعليم العالي في مصر والوطن العربي مما يلقي علي عاتق إداراتها المتتابعة عبء الحفاظ علي تلك المكانة التاريخية من جانب والنهوض بها من جانب آخر وأعتقد أن تطوير الأداء المؤسسي لجامعة القاهرة يمثل التحدي الأول والأهم الذي يواجهنا حاليا وذلك في ظل المتغيرات البيئية الجديدة فمن منا لا يدرك أثر العولمة وتقدم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وغيرها من المتغيرات علي العملية التعليمية بالجامعة من حيث الشكل والمضمون؟! والحقيقة الوحيدة هي أن النجاح الحقيقي للجامعة لابد أن يبني علي أسس التخطيط الاستراتيجي القائم علي الفهم الصحيح والتحليل الدقيق لواقع الجامعة وإمكانياتها ومن هذا المنطلق كان الإصرار علي صياغة استراتيجية جامعة القاهرة خلال السنوات الخمس القادمة وتحديد آليات تنفيذها وتحدد الخطة الاستراتيجية لجامعة القاهرة2010-2015 رؤية الجامعة ورسالتها والأهداف الاستراتيجية التي تسعي إلي تحقيقها وتعكس طموح إدارة الجامعة لمستقبل أفضل يكون لها فيه دور الريادة في مجالات التعليم والبحوث وخدمة المجتمع والمؤكد أن الحفاظ علي الوضع الحالي للجامعة لم يعد اختيارا استراتيجيا مقبولا بل إن قبول التحدي الاستراتيجي للوصول إلي مستقبل أفضل أصبح اختيارا واقعيا رغم أنه يتسم بدرجة عالية من عدم التأكد والمخاطرة فلا شك أن تنسيق الجهود بين كليات ومعاهد وإدارة الجامعة كافة سوف يكون عملية معقدة نظرا للحاجة إلي تجميع الجهود المتناثرة في شكل متكامل, هذا فضلا عن أن تقديم برامج جديدة سوف يتطلب عناية فائقة في إعادة توجيه واستخدام الموارد المتاحة بما في ذلك الجهود البشرية وفي جميع الحالات السابقة سوف يكون التحدي الأكبر هو تحقيق التقدم الحقيقي حتي لو كان بعيد الأجل بدلا من تحقيق التقدم غير الحقيقي الناتج عن مكاسب هشة في الأجل القصير. إن الحفاظ علي الدوافع الايجابية الحالية سوف يتم اختباره عن طريق مدي اعتقادنا بحتمية التغيير ومدي قدرتنا علي التعلم من خبرات الماضي للوصول إلي مستقبل أفضل وهكذا تم تحديد الرؤية الاستراتيجية للجامعة والآمال كلها موضوعة علي تضافر جهود أبناء الجامعة لتحويل هذا الحلم الاستراتيجي إلي واقع ملموس ونحن لا نخشي أن نذهب بعيدا فالنجاح ينتظرنا هناك. وتضع الخطة10 اقتراحات أساسية باعتبار أن الخطة الاستراتيجية تتطلب التعامل مع المستقبل مما يتطلب وضع مجموعة من الافتراضات الأساسية التي تستهدف تقليل درجة عدم التأكد البيئي وتتأسس الخطة الاستراتيجية لجامعة القاهرة علي الافتراضات التالية: * أن جامعة القاهرة كانت وستظل منارة للتعليم الجامعي في مصر والعالم أجمع وذلك من خلال ما قدمته وما تقدمه لمصر والعالم من إسهامات علمية وفكرية ملموسة. * الالتزام بمعايير التطوير المستمر والتأهيل للاعتماد التي حددتها وزارة التعليم العالي والهيئة القومية لضمان الجودة والتعليم. * أن تحافظ الجامعة علي عراقتها وأصالتها وفي الوقت نفسه تواكب التقدم العلمي غير المسبوق في مجالات التعليم والبحوث وخدمة المجتمع. * إدراك أن المنافسة في مجال التعليم بصفة عامة والتعليم العالي بصفة خاصة أصبحت حقيقة واقعة وأن السبيل الوحيد للتعامل معها هو تنمية قدرتها التنافسية. * أن الطلب علي الالتحاق ببرامج تعليم جامعة القاهرة علي كافة المستويات والتخصصات سوف يظل في تزايد مستمر. * أن الجامعة سوف تسعي إلي تهيئة مناخ تعليمي يتميز بالديناميكية والتحدي والرغبة في التميز. * أن التقدم المستهدف للجامعة لابد أن يتحقق من خلال توطيد العلاقات مع المجتمع الخارجي وكافة أطراف أصحاب المصالح. * أن الجامعة سوف توظف إمكانياتها البشرية والمادية كأحد العناصر المهمة في تنمية القدرات التنافسية لجامعة القاهرة ومضاعفتها. * أن تحقق الجامعة أهدافها الاستراتيجية من خلال تنمية رأسمالها الفكري. * إدراك أن عملية التنمية المستهدفة تتطلب تنمية مصادر التمويل الذاتي. وتم إعداد الخطة الاستراتيجية لجامعة القاهرة وفقا لمعايير الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد فلقد نظم مركز ضمان الجودة والاعتماد بجامعة القاهرة مائة وخمسا وعشرين(125) زيارة متابعة ميدانية لكليات ومعاهد الجامعة في الفترة من مارس2007 إلي أبريل2009 واستهدفت زيارات المتابعة تقييم كليات الجامعة ومعاهدها ومدي تأهلها للاعتماد وتقييم الوضع الراهن كما اعتمد فريق الدراسة علي أسلوب المقابلات المتعمقة مع الإدارة العليا للكليات والمعاهد إضافة إلي المقابلات التي تمت مع عينة من القيادات الأكاديمية وهيئة التدريس والطلاب. وبمراجعة وتحليل ظروف وبيئة العمل الخارجية والداخلية لتحديد الفرص والتهديدات ونقاط الضعف والقوة لكليات الجامعة ومعاهدها تم تحديد الغايات والأهداف الاستراتيجية والأهداف الفرعية والأنشطة أخذا في الاعتبار مؤشرات قياس كفاءة الأداء المعتمدة من الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والاعتماد وتم تحليل الفجوة بين الغايات المطلوب تحقيقها وبين نتائج تحليل البيئة الداخلية والخارجية وذلك لتحديد وتقييم الأنشطة والاحتياجات الخاصة بتطوير الجامعة كما تم تخصيص جزء من الخطة الاستراتيجية لتحليل الفجوة وتحديد الاحتياجات كملخص لنتائج التحليل بعدها تقدم الاستراتيجية وصفا دقيقا لأوضاع الجامعة في مختلف القطاعات من حيث عدد الطلاب والكليات وأعضاء هيئة التدريس وتوزيع كل ذلك وفقا لجميع الظروف والاتفاقيات العلمية والصورة الجغرافية للجامعة ومنشآتها بالتفصيل وتم تحديد العناصر الرئيسية للخطة الاستراتيجية لجامعة القاهرة وهي رؤية الجامعة التي تكونت من خلال تجارب مائة عام من التميز الأكاديمي وتعكس حلم الجامعة خلال سنوات الخطة ويبني هذا الحلم علي الفهم الصحيح لواقع البيئة الديناميكية المحيطة التي نحياها لرغبات أصحاب المصالح المؤثرين والمتأثرين بأنشطة الجامعة المختلفة, إضافة إلي تحديد دقيق لمجموعة القيم الحاكمة للعمل الجامعي إذا أخدنا في الاعتبار كل ما سبق فقد تم تحديد رؤية الجامعة في أن تكون جامعة القاهرة واحدة من أفضل الجامعات العالمية المشهود لها بالأصالة والسبق في تكوين المعرفة ونشرها وتطبيقها لإثراء حياة الإفراد والمجتمع والمؤسسات والبيئة المحيطة وتعكس رسالة الجامعة السبب الأساسي الذي أنشئت الجامعة من أجله والرسالة من هذا المنطلق تعكس مجموعات الأنشطة والبرامج والخدمات التي تسعي الجامعة إلي تقديمها والوسائل التي يمكن من خلالها تحقيق رسالة الجامعة وهذه الرسالة هي التميز في تقديم خدمات التعليم العالي لمقابلة احتياجات المجتمع المحلي والإقليمي والدولي والإسهام بشكل فعال ودائم في تحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية في مصر من خلال الالتزام بالمعايير الدولية للتميز في مجالات التعليم والبحوث وخدمة المجتمع وإحداث التكامل بين الأفراد والتكنولوجيا ونظم الأعمال وتنمية رأس المال البشري بالجامعة وشعار الجامعة هو أن جامعة القاهرة منارة العلم في مصر ومحيطها الإقليمي. حتمية الخطة الاستراتيجية يقول الدكتور حسام كامل رئيس الجامعة إن جامعة القاهرة تواجه تحديا غير مسبوق نتيجة العديد من المتغيرات التي حدثت خلال الآونة الأخيرة علي الصعيدين المحلي والعالمي وتفرض تلك التحديات علي الجامعة حتمية التخطيط بشكل علمي لمواجهة ظروف عدم التأكد الناتجة عن التغير الدائم في ظروف البيئة الخارجية ويمكن بصفة عامة إيجاز أهم هذه التحديات في: * زيادة حدة المنافسة علي المستويين القومي والإقليمي في مجال التعليم بصفة عامة والتعليم الجامعي بصفة خاصة ويمكن رصد مظاهر تلك المنافسة كما( عدد الجامعات والكليات والمعاهد الجديدة خلال العشرين عاما الماضية) ونوعا( البرامج الجديدة التي تقدمها تلك المؤسسات التعليمية خلال الفترة نفسها). * تنامي الطلب علي التعليم العالي في مرحلة البكالوريوس والدراسات العليا( دكتوراة, ماجستير, دبلومات, شهادات مهنية) في التخصصات كافة. * تبني الدولة فلسفة جودة التعليم العالي وما صاحب ذلك من تحديد معايير الجودة وإنشاء الهيئات والمؤسسات التي تعني بوضع برامج الجودة والاعتماد وتنفيذها. * التقدم غير المسبوق في تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات وخاصة في مجال تكنولوجيا التعليم مثل التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني وأساليب المحاكاة. * تغير حجم سوق العمل وتركيبته من حيث دخول العديد من الشركات الأجنبية و فروعها مما ترتب عليه تغيير في مواصفات الخريجين من حيث المهارات والمعارف والقدرات. * حاجة المجتمع الأكاديمي ومجتمع الأعمال إلي أبحاث تخدم أهداف النشر الإكاديمي وتفيد في تطوير الشركات والمؤسسات العاملة بالسوق الإقليمية. ومن المؤكد أن التغيرات البيئية السابقة كان لها تأثير مباشر علي فلسفة إدارة جامعة القاهرة وفكرها خلال فترة إعداد الخطة الاستراتيجية وتنفيذها وروعي عند إعداد وتطوير الخطة الاستراتيجية للجامعة الأهداف التالية التي تم الاتفاق عليها مسبقا عند تطوير مشروع الخطة: * تحديد الرسالة والرؤية الاستراتيجية للجامعة خلال السنوات الخمس القادمة. * تطوير الغايات العامة الاستراتيجية التي تعبر عن المحاور الرئيسية للمشروعات والأنشطة المتوقع تنفيذها في الفترة القادمة. * تطوير الأهداف التفصيلية الفرعية المطلوبة وذلك لتحقيق الغايات العامة وتوزيعها علي فترات الخطة وتحديد الموارد المطلوبة لكل نشاط. * التحليل التفصيلي للأنشطة المطلوبة لتحقيق كل هدف من الأهداف الرئيسية للمشروع. * إعداد مقترح لإنشاء وحدة إدارية' وحدة الخطة والمتابعة' لإعداد الخطط السنوية التفصيلية ولمتابعة تنفيذ الخطة الاستراتيجية بشكل دوري منتظم وإعداد تقارير الإنجاز الدورية والخطط التفصيلية لقطاعات وكليات ومعاهد الجامعة. * قياس الآثار الإيجابية المترتبة علي تنفيذ الأنشطة والبرامج والمشروعات الخاصة بتطوير وتحديث الجامعة. * التأكد من توافق الأنشطة والمشروعات المستقبلية مع احتياجات جميع الأطراف ذات العلاقة مع جامعة القاهرة ولتحقيق الهدف الأخير اهتم فريق العمل بمراعاة تحقيق مصالح الجهات والأطراف ذات العلاقة عند تطوير الأهداف والأنشطة الخاصة بالخطة الاستراتيجية.