اختارت المعارضة السورية في تصويتها باجتماع الائتلاف السوري المعارض في إسطنبول في ساعة متأخرة من مساء أمس الأول رجل الأعمال السابق غسان هيتو رئيسا لحكومة مؤقتة. الذي حصل علي35 صوتا من بين نحو50 صوتا شاركت في الاقتراع بين أعضاء الإئتلاف.ووجه هيتو بالغ شكره إلي أبطال وثوار الشعب السوري في تصريح مقتضب بعد انتخابه. ويبلغ هيتو50 عاما من العمر ويحمل الجنسية الأمريكية,وسبق أن عمل في قطاع الاتصالات في الولاياتالمتحدة قبل عمله في توفير المساعدات الإنسانية للثورة السورية. وأكد الدكتور هشام مروة القيادي في الائتلاف الوطني السوري المعارض في اتصال هاتفي مع' الأهرام' من اسطنبول أن قرار تشكيل الحكومة السورية المؤقتة لم يأت بهدف تحدي أي من القوي الدولية, سواء الداعمة لنظام الرئيس بشار الأسد, أو حتي الولاياتالمتحدةالأمريكية التي كانت قد بدأت تتحدث عن ضرورة الحوار بين النظام والمعارضة. وقال انه ينبغي النظر الي مسألة تشكيل الحكومة بعيدا عن كل الجدل والتجاذبات حول مسألة الحوار مع النظام من عدمه, ولم نفكر في تحدي أحد بل حل مشاكل الناس علي الأرض, وهو الأساس في تشكيل الحكومة, حيث أن المناطق المحررة من قبضة النظام والتي تمثل حوالي05% من الأراضي السورية تعاني فراغا كبيرا في السلطة, ونقصا في الخدمات المقدمة للمواطنين, كما أن مجموعات الشباب المقاتلين الذين تولوا تحرير هذه المناطق غير قادرين علي القيام بمهمة ادارة الأمور المدنية المرتبطة بحياة الناس, وهو يحاولون القيام بذلك لكن المهمة صعبة, لذا فإن قرار تشكيل الحكومة كان ضرورة وطنية لادارة هذه المناطق. وأضاف قائلا ان مسألة الحوار بين النظام والمعارضة كان هدفها في الأساس هو اتاحة الفرصة للنظام للقيام بمزيد من القتل وكسب الوقت والبقاء في السلطة, وبالتالي فإن النظام نفسه هو الذي رفض الحوار وليس المعارضة فقط. وأكد مروة عدم تدخل أي جهات دولية في مسألة اختيار غسان هيتو لرئاسة الحكومة المؤقتة,وقال:' لم ترشح لنا أي جهة اسم هيتو, واختياره كان قرارا وطنيا بامتياز, ونحن كسوريين حساسون جدا في هذه الأمور, ولا نقبل أي شخص يتم املاؤه عينا, ولكن قد تتقاطع الاخيارات والتسميات'. وأضاف قائلا ان هيتو سيتولي خلال الفترة المقبلة العمل علي تشكيل حكومته التي لن تضم جميع الوزارات, واعداد برنامجها, خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع, ليتقدم بعدها للائتلاف السوري للحصول علي ثقته في الحكومة, ليبدأ بعد ذلك هو وفريقه العمل من داخل المناطق السورية المحررة, لأنه لا يمكن أن تتم ادارة هذه المناطق' بالريموت كنترول' من الخارج. ووصف مهمة غيتو بأنها مهمة شاقة, قائلا انه سيكون معرضا هو وفريقه لصواريخ' سكود' التي يطلقها النظام, كما أن أمامه مشاكل عديدة في مجالات الصحة والطاقة والاتصالات والنفط وغيرها في المناطق المحررة. وقال ان اللواء سليم ادريس قائد أركان الجيش الحر سيكون له دور بلا شك في حفظ الأمن في هذه المناطق, لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنه سيكون وزير الدفاع, لأن هذا الاختيار هو شأن عسكري محض, كما أن مختلف الفصائل العسكرية التي تعمل داخل سوريا تعتبر أن الائتلاف السوري هو مظلة لها. وقال مسئول بالائتلاف انه سيتعين علي هيتو السعي لتدبير005 مليون دولار علي الاقل شهريا للحكومة لتقديم الخدمات واعادة فتح المدارس ودفع رواتب موظفي الحكومة في المناطق التي انهارت فيها سلطة الحكومة المركزية. وقالت مصادر في الائتلاف إنه تم انتخاب هيتو بتأييد من مصطفي صباغ الأمين العام للائتلاف وهو رجل أعمال له صلات قوية في الخليج و بجماعة الإخوان المسلمين التي تحظي بتأثير قوي علي كتلة كبيرة في الائتلاف. وكان بعض كبار أعضاء الائتلاف ومنهم الزعيم القبلي أحمد جربا ونشطاء المعارضة وليد البني وكمال اللبواني قد انسحبوا من الجلسة قبل التصويت احتجاجا علي ما قالوا إنه مسعي متسرع مدعوم من الخارج لاختيار هيتو.غير أن أنصار هيتو قالوا إنه مدير مؤهل لا تشوبه شائبة من الصراعات السياسية الداخلية في الائتلاف. وذكرت صحيفة نيويورك تايمز الامريكية أمس أن عملية انتخاب المواطن' الامريكي' غسان هيتو لرئاسة الحكومة قد انهت شهورا من مساع مثيرة للجدل بشأن اتحاد المعارضة السورية تحت قائد مع عمليات ضغط مارستها الولاياتالمتحدة وحلفائها حيث طالبت المعارضة بتشكيل قيادة قوية كشرط مسبق لزيادة الدعم للثوار. فيينا مصطفي عبدالله:وأصدرت الدائرة الإعلامية لمكتب الأممالمتحدة بيانا جاء فيه أن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رحب بإنتخاب الائتلاف الوطني السوري غسان هيتو رئيسا للحكومة المؤقتة,وأنه ناشد جميع الأطراف في سوريا والمجتمع الدولي سرعة التوصل لحل سياسي في سوريا تجنب وقوعها في إنهيار كامل.وأضاف البيان أن بان كي مون دعا جميع الاطراف في سوريا والمجتمع الدولي بالأخص مجلس الأمن إلي توحيد موقفهم وتقديم دعمهم الكامل لجهود المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلي سوريا الأخضر الإبراهيمي لمساعدة الشعب السوري علي التوصل إلي حل سياسي للصراع في هذه الاثناء, استولي مقاتلو المعارضة السورية فجر أمس علي مركز للهجانة قريب من الحدود الاردنية بعد اشتباكات عنيفة أخلت علي اثرها القوات النظامية المركز.وبث ناشطون علي موقع' يوتيوب' علي الانترنت عددا من أشرطة الفيديو التي تظهر مجموعة كبيرة من الرجال معظمهم مسلح بلباس عسكري أو مدني وهم يصلون الي المركز وهو عبارة عن غرف صغيرة علي تلة ترابية.وقام أحدهم بازالة العلم السوري عن المركز, وحاول ازالة صورة للرئيس الراحل حافظ الاسد علي المركز.وفي ريف درعا استولي المقاتلون علي مركز كتيبة دبابات بعد انسحاب القوات النظامية منهما. وعلي صعيد آخر, اتهمت الوكالة العربية السورية للأنباء' الرسمية' مقاتلي المعارضة أمس باستخدام أسلحة كيماوية في هجوم بمحافظة حلب.وقالت الوكالة الرسمية إن إرهابيين أطلقوا صاروخا يحتوي مواد كيميائية في منطقة خان العسل بريف حلب, مشيرة الي أن المعلومات الأولية تشير إلي استشهاد نحو15 شخصا معظمهم من المدنيين إضافة إلي عدد من الجرحي. و في أول رد فعل من جانبها علي هذه الاتهامات, نفي الناطق باسم مجلس الثورة السورية في حلب وريفها أبو فراس الحلبي استخدام قوات المعارضة للاسلحة الكيميائية. وقال الحلبي في تصريح لقناة' الجزيرة' إن ادعاءات النظام واهية حيث أن قوات المعارضة ليس لديها أي اسلحة كيميائية ولكن النظام يحاول أن يعطي غطاء لما سيفعله في المستقبل من استخدام هذه الاسلحة. وأضاف الحلبي إن قوات المعارضة حذرت مرارا وتكرارا من استخدام قوات النظام لصواريخ سكود الروسية الصنع وبالفعل استخدمها النظام في قتاله ضد المعارضة في الوقت الذي كان يتهم فيه قوات المعارضة باستخدامها.