تزايدت حدة الهوة بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران بعد التقرير الذي أصدرته الوكالة مساء أمس الأول ويدين البرنامج النووي الإيراني, حيث فتح علي أصغر سلطانية المندوب الدائم لإيران لدي الوكالة أمس النار علي الوكالة ومديرها العام يوكيا أمانو. وهاجم سلطانية رفض أمانو الدعوة الإيرانية لمناقشة جميع القضايا العالقة الخاصة بالبرنامج النووي أثناء وجوده في زيارة رسمية إلي الولاياتالمتحدة, ووصف تقرير الوكالة بالخطأ التاريخي, في الوقت الذي يعتزم فيه البرلمان الإيراني مراجعة التعاون مع الوكالة بهدف خفض مستواها. وأشار سلطانية إلي أن التقرير يعرض حياة العلماء الإيرانيين وأفراد عائلاتهم للخطر ومحاولات الاغتيال من قبل الموساد الإسرائيلي والمخابرات الأمريكية. وحذر سلطانية من مغبة تحول الوكالة إلي مؤسسة مخابراتية- عسكرية, ومن ابتعادها عن مهمتها الرئيسية المتمثلة في تأييد المواد النووية المعلنة فقط, وأدان موقف أمانو بسبب عدم إدانته قيام إسرائيل بانتهاك القانون الدولي عندما قصفت قواتها الجوية موقع دير الزور السوري في تقرير الوكالة الذي تم تحويله إلي مجلس الأمن الدولي. وتوقع المسئول الإيراني فشل المحادثات النووية للشرق الأوسط المقرر أن تبدأ غدا- الاثنين- في فيينا تحت قيادة أمانو, متهما إياه بالخضوع للضغوط الخارجية وتسييس العمل, وقال إن إيران تعد من أوائل الدول التي دعمت فكرة خلق منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط منذ عام 2004. وفي تصعيد أمريكي جديد ضد طهران, تعتزم إدارة الرئيس باراك أوباما فرض جولة جديدة من العقوبات ضد صناعة البتروكيماويات الإيرانية. وتوقعت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن يتم الإعلان عن العقوبات غدا استنادا إلي إجراءات حالية ضد صناعة البترول والغاز الايرانية تهدف إلي الحد من الاستثمارات الاجنبية في مصافي البترول أو المنشآت الأخري. وتوقع مسئول أمريكي أن تعلن الدول الأوروبية إجراءات مشابهة عندما يجتمع زعماؤها خلال أيام. وقالت الصحيفة إنه في الوقت الذي لم تعلن فيه تفاصيل العقوبات الجديدة وأحجمت وزارة الخزانة التعليق عليها, قال المسئول إنها ارتكزت أكثر علي الاستثمارات في صناعة البتروكيماويات الايرانية عن مقاطعة مبيعات البترول, الأمر الذي قد يعكر صفو السوق. وفي السياق ذاته, أعلن البيت الأبيض أن إيران تواجه ما وصفه بدرجة غير مسبوقة من العزلة مع توحد قوي العالم الكبري في معارضتها لحصول إيران علي سلاح نووي. وقال توم دونيلون مستشار الأمن القومي الأمريكي للصحفيين في مدينة بالي الاندونيسية خلال اجتماع قمة شرق آسيا الآسيان الذي يحضره أوباما إن روسيا والصين والولاياتالمتحدة تتقاسم هدفا مشتركا هو عدم رؤية الايرانيين يتحركون نحو تطوير أسلحة نووية. من جهة أخري, صرح مندوبا روسيا والصين بمكتب الأممالمتحدة في فيينا بأن مشروع القرار السعودي الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة والخاص بمحاولة اغتيال السفير السعودي في الولاياتالمتحدة يفتقد إلي الأساس الحقوقي. وأوضح مندوب روسيا الدائم لدي المكتب أن هناك قانونا دوليا صدر عام1973بشأن الحيلولة دون ارتكاب الجرائم ضد الأشخاص الخاضعين للحماية الدولية ومعاقبة من يرتكب جرائم بحقهم. وأعاد الدبلوماسي الروسي إلي الأذهان أن القضاء الأمريكي بدأ أخيرا البت في قضية المواطنين الإيرانيين اللذين تتهمهما واشنطن بالتآمر من أجل اغتيال السفير السعودي, وشدد علي ضرورة الالتزام بمبدأ براءة المتهم حتي تثبت إدانته. ومن جانبه شدد مندوب الصين الدائم علي ان أي استنتاجات يجب أن تعتمد علي نتائج تحقيق شامل وموضوعي وغير منحاز وعلي دلائل موثوقة.