لن ندفن رءوسنا في الرمال كما تفعل النعام أو البعض حتي لايري الحقيقة الواضحة كالشمس في مواجهة الخارجين عن القانون ومثيري الشغب في الملاعب ممن يطلقون علي أنفسهم ألتراس بكل ألوانهم وانتماءاتهم. إن ما حدث باستاد القاهرة الثلاثاء الماضي يدق ناقوس الخطر ورسالة إنذار وتحذير شديد اللهجة لكل القائمين علي أمن هذا الوطن الذي يريد البعض العبث به واثارة الفوضي في كل ارجائه, للوقيعة بين الشعب والجيش من خلال التربص بالشرطة. فلم تعجبني صيغة بيان مجلس ادارة النادي الأهلي عن الاحداث التي لاتتناسب مع الدعوة لاجتماع طارئ, وجاء البيان باهتا وضعيفا وممسكا العصا من المنتصف دون ان يتخذ موقفا واضحا واشبه ببيانات الأممالمتحدة التي تطالب الطرفين دائما بضبط النفس ومنح الفرصة للقانون دون أن تفرق بين الجاني والمجني عليه!. ولقد كنا بالأهرام أن أكون من أوائل المحذرين من نارالألتراس وخطورة ما يقومون به من أفعال لاتفسد, وتشوه الرياضة المصرية فحسب بل يمكن ان تمتد لتحرق الوطن كله, من خلال ملف يحمل عنوان دولة الألتراس تهزم الاخلاق بتاريخ2 يوليو العام الحالي. وها هي الأيام تثبت ما كنا نحذر منه وتحول ألالتراس الي ما يشبه الغول ولم يعد هناك من يستطيع التصدي له أو الوقوف في وجه شغبه وتعديه علي رجال الأمن وتحطيم وإحراق الممتلكات الخاصة والعامة بادعاء ان مايقومون به هو رد فعل طبيعي علي تعنت وتعامل رجال الشرطة معهم أو استمرار لمسلسل الثأر البايت بين ألالتراس والشرطة! والحقيقة ان هذا الاتهام حق يراد به باطل في محاولة من البعض لاختزال الأزمة بين الشرطة والألتراس والزج بها في مواقف سياسية بعد ثورة25 يناير بل ان الحقيقة ان شغب الألتراس وتوابعه لا علاقة له بالثورة من قريب أو بعيد, بل يعود إلي سنوات عدة سابقة والوقائع خير شاهد علي ذلك, فمن منا لايتذكر واقعة إحراق التراس أهلاوي لأحد المشجعين لنادي الزمالك عقب احد اللقاءات بين الاهلي والزمالك, حتي ان رئيسي الأهلي والزمالك حسن حمدي وممدوح عباس في ذلك الوقت تحملا مصاريف علاج المصاب وقاما بزيارته في المستشفي كما لاننسي واقعة الاعتداء من ألتراس الزمالك علي صالة النادي الأهلي وتحطيم واجهة النادي وامتداد أحداث الشغب والاشتباكات إلي شارع البطل أحمد عبدالعزيز!. وهناك واقعة الاعتداء علي سيارة اتوبيس جماهير الاسماعيلي في طريق العودة وايضا الاعتداء والشغب الذي وقع بمحطتي قطار بورسعيد والإسماعيلية.. وغيرها من الوقائع كثيرة وعديدة سواء من ألتراس الأهلي أو الزمالك أو الاسماعيلي وغيرها ولكن اختزال الأزمة في حالة العداء بين الشرطة والألتراس, هو التفاف علي الحقيقة وتجاهل لأحداث الماضي الاسود من تصرفات الألتراس فما هي علاقة الشرطة بأحداث الزمالك امام فريق الافريقي التونسي في واقعة الجبلاية الشهيرة وكما شاهدنا واقعة الشماريخ والصواريخ في لقاء الاهلي وأحد الفرق الافريقية التي كلفت النادي خوض مباراة الوداد المغربي بالقاهرة بدون جمهور تنفيذا لقرار الاتحاد الافريقي. ولا ادافع هنا عن جهاز الشرطة وهو مثل اي فئة من المجتمع يضم بين صفوفه الشريف والفاسد ولا يجوز الجمع.. وان كنت ارفض سياسة التعميم فهناك لاشك بين اعضاء الالتراس فئات محترمة ترفض مثل هذه التصرفات من سباب وشغب وغيرهما واحمل هنا مسئولي الاندية جزءا كبيرا من المسئولية لأن من بينهم كان يدعم ويمول هذه المجموعات بهدف الدفاع عن النادي كما كانت تفعل بعض قيادات الشرطة مع البلطجية في السابق, حتي اصبح ألتراس الملاعب لايختلفون كثيرا عن بلطجية الشارع ويشكلون عبئا ثقيلا علي المجتمع المصري وهما وجهان لعملة واحدة في تشويه صورة مصر داخليا وخارجيا. فهل يتحرك مسئولو الأندية والاتحادات الرياضية والجهات المعنية بالدولة لإنقاذنا من شبح الألتراس أم يضع الجميع رؤسهم في الرمال ويتركون المسئولية تقع علي عاتق رجال الشرطة بمفردهم؟! المزيد من أعمدة أيمن أبو عايد