هل هناك علاقة بين مشاهد العنف في الأفلام العربية والأجنبية التي تطرحها القنوات الفضائية وبين الميول العدوانية لدي الشباب المصري وهل هناك علاقة ارتباط بين معدل مشاهدة تلك الأفلام وميل الشباب نحو العدوان خاصة في ظل ما يحيط بنا الآن من مناخ وأجواء تتسم بالعنف وردود الفعل الغاضبة تجاه الأحداث التي تجري علي الساحة. في البداية تقول د. سامية الساعاتي أستاذ علم الاجتماع بجامعة عين شمس إن العنف في الأفلام العربية والأجنبية ليس هو العامل الوحيد في التأثير علي الميول العدوانية لدي الشباب بل هناك عوامل كثيرة في المجتمع لها تأثير قوي خاصة اننا نعيش الآن مناخا عدوانيا في مجالات كثيرة. والعنف في الأفلام يعد عاملا مساعدا وليس عاملا جوهريا أو أوليا ولا يمكن القول أننا بعد مشاهدة مثل هذه الأفلام تتولد لدينا ميول عدوانية لكنها عوامل يكتسبها الفرد من تربيته الأولي ونشأته في المنزل والمدرسة. وأذكر أنني كنت أشاهد فيلم حبيبي دائما بجوار ابنتي وتأثرت في بعض مشاهده وبكيت لكن ابنتي قالت لي لا تبكي فهذا تمثيل وبالمثل هناك من يشاهد هذه الأفلام وهو يدرك أنها تمثيل فقط. وتقول الباحثة غادة ممدوح سيد أمين المعيدة بقسم الاعلام بآداب بنها التي أعدت رسالة حول هذا الموضوع أن الرسالة اعتمدت علي عينة ل26 فيلما عربيا وأجنبيا عرضت علي قناتي روتانا سينما وإم بي سي2 بالإضافة لدراسة ميدانية تكونت من400 مبحوث من الشباب المصري المقيم في محافظات القاهرة والقليوبية والجيزة في الفئة العمرية من35:18 سنة وكشفت الدراسة التحليلية عن تساوي نسبة مشاهدة العنف تقريبا بالأفلام العربية الأجنبية والمعروضة بقنوات الدراما الفضائية العربية, والعربية التي تقدم مضمونا أجنبيا وأيضا تفوق الذكور كمرتكبي للعنف علي الاناث في الأفلام العربية والأجنبية وجاء العنف المادي في المرتبة الأولي كأكثر أنواع العنف استخداما في الأفلام العربية والأجنبية يليه العنف اللفظي. أما الدراسة الميدانية فكشفت عن وجود علاقة ارتباط طردية بين حجم تعرض الشباب للأفلام ذات المضمون العنيف ومستويات ميلهم نحو العدوان, كما أن نصف الشباب عينة الدراسة يرون أن مشاهد العنف يتم عرضها أكثر في الأفلام الأجنبية مما يدل علي خطورة تلك الأفلام وما تعرضه علي الصغار والكبار خاصة المراهقين الذين لم تكتمل قدراتهم بعد للتفرقة بين ما هو خيال وما هو واقعي أيضا كشفت الدراسة أن الذكور أكثر ميلا للعنف عن الاناث وأنه كلما زاد التعرض للأفلام ذات المضمون العنيف زاد الميل نحو العدوان. ولذلك أوصت الدراسة بضرورة الانتباه إلي طبيعة المضامين المقدمة في القنوات الفضائية العربية التي تقدم مضمونا أجنبيا مع ضرورة تفعيل دور الجهات الرقابية ومواثيق الشرف الاعلامية للحد من مشاهد الإنحرافات السلوكية المقدمة في الدراما الأجنبية بالقنوات الفضائية العربية وضرورة تصوير أبطال الأفلام المحبوبين أو المشهورين في مظهر القدوة الطيبة والحسنة.