رغم أنني تزوجت في مرحلة مبكرة من العمر, حيث اختار لي والدي زوجي المهندس محمد بسيوني( رحمه الله) وتزوجته دون أن أراه, فأنني اعتبرت هذا الزواج هدية من الله, فقد عشت مع زوجي أسعد أيام حياتي. و تواصل د.عبلة الكحلاوي, أستاذ الفقه بكلية الدراسات الإسلامية والعربية, بنات جامعة الأزهر, حديثها عن محطة آدم في حياتها الزوجية, و التي- كما تقول- كانت لها مذاقا خاصا, فكان نعم الزوج, وتوجت هذه السعادة بإنجابنا ثلاث بنات مروة و رودينا و هبة الله, وقد تعلمت من زوجي الكثير فقد كان عصاميا, وشجعني علي الدراسة وذلك في أثناء سفرنا وإقامتنا في مكةالمكرمة, وخلال هذه الفترة أعددت رسالة الماجستير حول الشوري وقاعدة الحكم الإسلامي, ثم حصلت علي الدكتوراه عن النظام الإسلامي المقارن بالنظم المعاصرة. و تضيف د.عبلة: رغم مضي سنوات علي رحيل زوجي فأنني أشعر بأنه مازال بجواري ويساندني في كل شيء في حياتي, فكلماته ونصائحه في قلبي وكياني. كما مثل آدم في حياتي دورا فعالا من خلال التنشئة, حيث والدي الفنان الراحل محمد الكحلاوي الذي علمني أسمي المعاني وهي الحب في الله, كما غرس بداخلي- وكذلك أشقائي- حب الخير والعطف علي المساكين والإحساس بالفقراء, وكان لا يستطيع النوم إذا شعر بأن هناك مريضا أو محتاجا, وكان يبكي من أجل ذلك, كما كان والدي السبب في التحاقي بالدراسة بجامعة الأزهر, فرغم حصولي علي مجموع كبير فأنني عندما علمت برغبته في التحاقي بالدراسة بجامعة الأزهر كنت سعيدة لأنني عملت علي رضائه. و تتذكر د.عبلة الكحلاوي أحد المواقف التي فعلها والدها وكان لها دور مهم في شعورها بالناس فتقول: قبل رحيله بيوم واحد توجه لزيارة المقابر لعمل الخير لأرملة فقيرة توفي زوجها و ترك لها ستة أطفال, وهذا الموقف نمي بداخلي حب الخير والإحساس بالفقير رغم أنني ولدت بحي الزمالك الذي يعد من الأحياء الراقية. وتضيف: رغم أن والدي كان فنانا فإن عالم الفن لم يأخذه أو يبعده عن التقرب لله, و كبرت علي حبه و شكره لله سبحانه وتعالي, واعتبر هذه التربية الدينية السليمة التي نشأت عليها هي التي جعلتني بعيدة عن التعصب والكراهية, كما أذكر أن والدي كان حريصا علي أن يقدم لنا النصيحة بحب واحترام دون عنف أو إهانة, وهو ما انعكس علي بصورة إيجابية.