العظماء في التاريخ غالبا لم تكن حياتهم عادية بل نهايتها مأساة إما بالقتل أو الفقر أو حتي الحزن.. من عظماء العصور الماضية كان الرئيس الأمريكي لينكولن الذي عاصر الحرب بين الشمال والجنوب وتوحيد أمريكا حتي إنه فقد احد ابنائه في هذه الحرب فقد كان شاهدا, مؤثرا علي انهاء هذه الحرب التي استمرت اكثر من اربع سنوات وحصدت اكثر من600 ألف قتيل ولكنه كان له الفخر في إنهاء العبودية في أمريكا واستطاع من خلال تعديل المادة الثالثة عشرة من الدستور الأمريكي عام1865 تحرير أربعة ملايين من العبيد. فيلم لينكولن للمخرج ستفين سيلبرج بطولة دانيال دي لويس المأخوذ عن جزء من كتاب فريق من المنافسين والعبقرية السياسية لابراهام لينكولن للمؤلفة دوريس كيمز جودين يحكي عن آخر فترة في حياة لينكولن التي انتهت بقتله رغم كل ما حققه, فقد كان يتمتع بحكمة ودهاء سياسي كبير.. رغم أن الأحداث الرئيسية للفيلم تدور خلال شهري يناير وفبراير عام1865 فإن مدة عرض الاحداث تجاوزت الساعتين والنصف باداء مذهل لدانيال دي لويس في دور لينكولن الذي حصل عنه علي ثالث اوسكار له هذا العام والذي جعله أول من يحصل علي الاوسكار ثلاث مرات في التاريخ وقد رشح الفيلم ل21 جائزة أوسكار لكنه لم يحصل سوي علي جائزتين فقط تمثيل وأحسن إنجاز للسينما نظرا لأهمية لينكولن في التاريخ. لكن في الواقع الفيلم رغم توافر كل عناصر النجاح المتاحة له والمتمثلة في فريق العمل المكون من مدير التصوير جانستركامانسيكي الحائز علي الاوسكار مرتين مع سيلبرج نفسه عن قائمة شندلر وانقاذ الجندي ريان والموسيقي توني كوشنر الحائز علي الاوسكار خمس مرات والمونتير مايكل كاهان الحائز علي الاوسكار3 مرات فإنهم لم يستطيعوا ان يحصدوا أيا من جوائز الاوسكار رغم ترشحهم كلهم لنيل هذا الجائزة فمعاملة ستفين سيلبرج من الاحداث علي اعتبار انه فيلم سينمائي.. بل كانت مسرحية فكان الحوار والتمثيل هما الأبطال, حيث رشح التمثيل فقط لثلاث جوائز أحسن ممثل وممثل مساعد لتومي مي جونز وممثلة مساعدة لسالي فيلد فرغم ترشح الفيلم لجائزة أحسن فيلم فإن استطاع بن أفليك التغلب عليه والفوز بها عن أرجو رغم ان افليك كل تاريخه كمخرج ثلاثة أفلام.. حتي ترشحه لأحسن مخرج انتزعها منه انج لي عن فيلم نصف أبطاله جرافيك النمر, فيلم لينكولن لم يكن به إحساس السينما المتعارف عليه حتي استخدام الموسيقي كانت قليلة ما بين استخدام البيانو وحيدا أو آلات النفخ النحاسية أو المرشات العسكرية الطبول فلا تشعر بجملة موسيقية خاصة جديدة للاحداث, حيث إن الحوار هو البطل المونتاج لم يكن به الإيقاع السريع لنفس المشكلة الحوار. فيلم لينكولن الذي رشح ل12 جائزة أوسكار كان من الممكن حصدها جميعا إذا كان ستفين سيلبرج بقيادته لفريق العمل وتعامل مع الفيلم بطريقة مختلفة كما هو متوقع من مخرج كبير حاصد للاوسكار من قبل عدة مرات والخروج من الأماكن المغلقة التي دارت بها احداث تعديل المادة الثالثة عشرة للدستور الأمريكي حتي الحرب شعرنا انها علي المسرح.