سيطرت أحداث العنف في الشارع المصري علي أعمال جلسة مجلس الشوري امس برئاسة الدكتور احمد فهمي وشهدت الجلسة مواجهة حادة بين نواب احزاب الوفد والنور والبناء والتنمية من جهة ونواب حزب الحرية والعدالة من جهة اخري بسبب تمسك الحرية والعدالة بالحكومة الحالية. وقد طالب عدد من الاعضاء بضرورة محاسبة رجال الشرطة المضربين مطالبين بحضور وزير الداخلية الي المجلس لبحث مطالبه لاعادة هيكلة الشرطة واكد البعض ان مصر تتعرض لمؤامرات داخلية وخارجية. وقرر المجلس في نهاية المناقشات امس احالتها الي لجنة الدفاع والامن القومي لمناقشتها والخروج برؤية واضحة لاستعادة الامن واعداد تقرير شامل يعرض علي المجلس في اقرب وقت. ومن جانبه اعلن الدكتور عمر سالم وزير الشئون القانونية والمجالس النيابية ان الحكومة تعكف حاليا علي اتخاذ الاجراءات القانونية لمعاقبة المقصرين ومكافأة من يؤدي واجبه من رجال الشرطة واكد ضرورة احترام سيادة القانون واعترف بوجود صعوبات امام جهاز الشرطة ما بين اداء واجبه واتهامه بالاهمال. وكان اول المتحدثين في طلبات المناقشة التي عرضت علي المجلس في جلسته الصباحية برئاسة الدكتور أحمد فهمي النائب سيد حزين عن حزب الحرية والعدالة حيث اكد ان هناك مخططا مدروسا من اجل اسقاط الدولة مشيرا الي ان المجلس عليه مسئولية في ضرورة التشريع لهيبة الدولة وهيبة الشرطة وضرورة الحفاظ عليهما, مشيرا الي ان من يقوم بأعمال التخريب صبية بلطجية مطالبا القوي السياسية بأعلان ادانتها للعنف. أما نائب الوسط محمد عبد اللطيف فقال ان الشرطة تحولت من الجاني الي المجني عليها مطالبا بانشاء نيابة خاصة لمواجهة أعمال الشغب منتقدا الاعلام قائلا ان منهم من يقوم بأعمال البلطجة.وحذر عبد الله بدران من خطورة فتح الابواب أمام السائحين الايرانيين من الشيعة وقال ان وزير السياحة يخالف تحذيرات شيخ الازهر من المد الشيعي وطالب بأخذ رأي الامن القومي قبل جلب السائحين الايرانيين وقال ان الرئيس مرسي سبق ان تعهد للقوي الاسلامية بعدم التقارب الثقافي مع الشيعة واعتباره خطا احمر. ومن جانبه نوه الدكتور عصام العريان زعيم الاغلبية في المجلس عن ان هناك شبكة عبر عقود طويلة تسيطر علي مفاصل الدولة مشيرا الي ان الاستبداد والفساد زرع في كل واحد فينا مستبدا صغيرا وقال لابد ان نتسلح جيدا حتي نقاوم هذه الامراض واكد في رسالة الي العالم ان مصر لن تسقط او تفلس او تركع وطالب ببعث رسالة من الثقة والامل في نفوس الشعب المصري. واكد النائب محمد الصغير عن حزب البناء والتنمية ان المتظاهر الذي ينزل علي الرصيف في دول اوروبا يعد من المجرمين مطالبا بضرورة تطبيق القانون علي المضربين وقال علي الرئيس حماية الشعب واشار الي انه يتعرض في الشارع للاتهام بأنه اخواني لأن لحيته ليست طويلة وطالب باقالة رئيس الوزراء وان يصفق النواب لذلك كما صفقوا عندما طالبوا باقالة الجنزوري مما ادي الي تصفيق بعض النواب وطالب رئيس المجلس بعدم التصفيق لانه ممنوع. وانتقد محمد ابو العينين ممثل حزب الوفد بشدة تمسك حزب الحرية والعدالة بالحكومة ووصف تصريحات الدكتور عصام العريان بأنها بمثابة الخطب الرنانة وقال ان عدم حضور وزير الداخلية يعد تضيعا للوقت, كما انتقد نائب حزب الوفد محمد عبد الشكور تشكيل فصيل معين للجان شعبية من اجل حماية امن مصر وحذر من القوافل الطبية التي تقوم بتنسيقها وزارة الصحة مع حزب الحرية والعدالة. واكد ممدوح رمزي ان ما يحدث في البلد مخطط منظم وانه اكبر من مجموعة الالتراس وطالب بمحاسبة وزارة الداخلية علي سلبيتها. وتساءل عن اسباب غياب رئيس الوزراء ووزير الداخلية عن جلسة امس. وطالب امير بسام عضو الحرية والعدالة بمعاقبة ضباط الشرطة المتقاعسين عن اداء واجبهم وذلك من خلال حرمانهم من رواتبهم وقال ان هناك مبالغات كثيرة في تصوير دخول بلبيس في عصيان مدني. كما انتقد عاطف عواد نائب حزب الوسط اضراب الاجهزة الامنية قائلا انه مطلب غير مشروع وتساءل عن عدم القبض علي المجرمين وطالب بحضور وزير الداخلية لمجلس الشوري وعرض طلباته لعودة الامن. ومن جانبه اكد ناجي الشهابي النائب عن حزب الجيل ان مصر تتعرض لمؤامرة خارجية تستهدف رسم خريطة جديدة للشرق الاوسط وتساءل عن عدم اصدار ردود أفعال من الحكومة تكون علي مستوي أحداث العنف ودعوات العصيان المدني وقال ان تأجيل الانتخابات قد يدخلنا في حوار حقيقي جاد. وطالب النائب عز الدين الكومي نائب الحرية والعدالة الشرطة بضرورة ان تقوم بدورها في حماية المواطنين والحفاظ علي الشرعية ومحاسبة الضباط المضربين عن العمل مشيرا الي ان هناك العديد من المخالفات داخل الخيام المعتصمين من خمور وخرطوش. واكد النائب رامي لكح أن الشرطة كانت ولمدة50 عاما تحمي شخص واحدا وطالب الحكومة بأعادة انشاء جهاز شرطة جديد مثلما يحدث في كثير من دول العالم المتقدمة تستطيع أن تحمي المواطن وتحقق الاستقرار الامني وطالب بحوار لأعادة انشاء جهاز جديد للشرطة يكون اعضاؤه من الجيش والشرطة والقضاة. وعن ايران قال انه لايوجد مد شيعي وانهم يريدون زيارة الاماكن الدينية وذلك في معرض رده علي تحفظات حزب النور. وقال الدكتور طارق السهري- وكيل المجلس عن حزب النور- اننا يجب ألا نعالج اعراض المرض دون معرفة الاسباب وتساءل عن المدبر لهذه الاحداث مضيفا ان الحكومة الآن يجب ان نحاسبها و حول الايرانيين ودخولهم في السياحة قال ان هذا تشيع وان تصريح وزير السياحة بأن الايرانيين لن يدخلوا القاهرة هو اكبر دليل علي خطورة التشيع. وقال النائب محمد محيي الدين حزب غد الثورة أن المشكلة الامنية يجب ان تكون مستندة علي افراد وغطاء سياسي وطالب بضرورة تشكيل حكومة وطنية تضم كل اطياف الوطن وحذر من الاستعجال في اقرار قانون انتخابات. وطالب عبد الحميد بركات- ممثل حزب العمل- بالكشف عن ابعاد المؤامرة التي تتعرض لها البلاد.