لست من أصدقاء أسرة ساويرس وفي المرة الوحيدة التي لقيت فيها الابن الاكبر نجيب في منزل صديق مشترك احتدم بيننا النقاش لمقولة خاطئة كثيرا ما كان يرددها مفادها انه علي استعداد لأن يتنازل عن نصف ثروته مقابل ان يحظي هو وأي من اقاربه بمنصب متواضع في أمن الدولة أو المخابرات العامة تعبيرا عن ضيق الاقباط واستبعادهم من بعض المناصب لكنني كنت أكن علي البعد احتراما لهذه الشخصية القبطية المنفتحة التي تفاخر علنا بقبطيتها ومصريتها وتملك شجاعة في ان تنتقد أمورا كثيرة في مصر يراها مجحفة بحقوق الأقباط ويتمسكو بحقه كمواطن مصري قبطي في ان يقف في صف المعارضة رغم مصالحه الضخمة المرتبطة بنظام الحكم. وكانت نظرتي لأسرة ساويرس انها اسرة وطنية صنعت غالبية ثروتها في المهجر اثناء عمل الأب في ليبيا بعد تأميم أعماله في مصر لكنها عاودت استثمار اموالها في مشروعات انتاجية وصناعية ضخمة اقيمت علي ارض مصر لم يحدث ان سبقها احد الي هذه المجالات تتقن ما تفعله وتحسن تسويقه بمهارة عالية وفهم صحيح لأحوال السوق العالمية وتتحدث المجلات العالمية عن حجم ثروتها قياسا علي ثروات اثرياء العالم دون ان يداخلها الخوف وعندما تعرض نجيب لهجوم شرس طال احد مشروعاته الاقتصادية الكبيرة في حملة مقاطعة غير مسبوقة شارك فيها معظم تيارات الاسلام السياسي بسبب حماقة صغيرة كان يمكن احتسابها مجرد فكاهة غير مناسبة كان واضحا ان الحملة لم تخل من التعصب الديني ضد اسرة ساويرس التي كانت تستحق معاملة افضل تفصل بين الرغبة في عقاب نجيب والاصرار علي ضرب مصالح اسرة مصرية لعبت دورا مهما في بناء الاقتصاد الوطني وبصرف النظر عن أحقية مطلب وزير المالية في ضريبة الأرباح المختلف عليها مع اسرة ساويرس فإن الإجراءات التي تم انجازها كشفت الي حد بعيد نوعا من الترصد المسبق خاصة انها سبقت تفاوض الجانبين وأظن ان رئيس الوزراء هشام قنديل ملزم بإعادة الاعتبار لهذه الاسرة القبطية المصرية إن كنا جادين في ايجاد مناخ يجذب الاستثمار لأن تشجيع الاستثمارات المصرية وليس تطفيشها هو الباب الملكي لجذب الاستثمارات العربية والأجنبية.