كانت زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلي مصر, مصدر رهان من أطراف مختلفة علي تغير موقف الرئاسة والسلطة القائمة تجاه الخلافات الحادة التي تشهدها الساحة الآن أملا في ممارسة ضغوط أمريكية علي القيادة المصرية لمصلحة المعارضة, انتصارا للديمقراطية التي تنادي بها وترعاها الولاياتالمتحدة, وتأكيدا لحقوق الإنسان حسب زعم الكثيرين, أو حسب فهم الكثيرين في مصر من المثقفين والملقبين بالنخبة, وربما رهان آخر من الذين رفضوا مقابلة جون كيري, بممارسة ضغط أدبي علي الجانب الأمريكي, لإحداث تفكيك في الموقف الراهن في مصر, ولكن المدقق في الأمور يري بوضوح أن الحالة المصرية لا تعني كيري ولا الولاياتالمتحدة, إلا بالقدر الذي يطال إسرائيل. ويظهر من هو جون كيري بوضوح من المستوي الرسمي الإسرائيلي, عقب الإعلان عن تسلمه حقيبة الخارجية خلفا لهيلاري كلينتون, وأفردت الصحافة الإسرائيلية مساحات واسعة لإلقاء الضوء علي جذوره ومواقفه إزاء الملفات السياسية الأبرز التي تهم تل أبيب, وقد رحب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو بترشيح كيري, مؤكدا أن كيري صديقه ومدافع معروف عن أمن إسرائيل, وقال أنا أنتظر بفارغ الصبر العمل معه. وكيري الذي لم يحالفه الحظ في انتخابات الرئاسة الأمريكية عام2004 أمام جورج بوش, هو البطل الحاصل علي وسام في حرب فيتنام قبل أن يصبح مناضلا مناهضا للحرب, ووصفته عناصر الضغط اليهودية في المجتمع الأمريكي بأنه الرجل المناسب لتمثيل الولاياتالمتحدة في المسرح العالمي.. وهو سياسي حقيقي ذو رصيد ممتاز في قضايا الخارجية المهمة بالنسبة إلي اليهود.. لقد أظهر قدرة قيادية بكل ما يتصل بإسرائيل, وأنه يقف بشكل واضح إلي جانب الدولة اليهودية. وفي إطار نشاطه في مجلس الشيوخ, شارك في وضع اقتراحات وقرارات تعبر عن التزام الولاياتالمتحدة برفاهية وأمن إسرائيل كدولة يهودية داخل حدود آمنة.. فمن يعتقد أن كيري زار مصر من أجل عملية التحول الديمقراطي واهتمام الولاياتالمتحدة بحقوق الإنسان والمرأة والأقليات, فهو حر في اعتقاده.