حوار الرئيس التليفزيونى كان هو " الشاغل الأكبر " للمواطنين طوال الاسبوع الماضى سواء انتظارا لما كان سيقوله أو انتقادا لما قاله بالفعل .. وعلى الرغم من خضوع هذا الحوار لسلسلة طويلة من عمليات " التجميل " فإنه خرج بالملامح نفسها التى " صدمت " المشاهدين ..! على عكس ما يروجه بعض الخبثاء من أن حرص الرئيس مرسى على التحدث إلى المواطنين ليلا يرجع إلى "عشق " الأهل والعشيرة والأحبة " للظلام " ' فإن الحقيقة تؤكد أن إدمان الحديث ليلا يأتى إتساقا مع الموروث الثقافى المصرى وحرص الرئيس على الحفاظ عليه ليتسنى له - فى ضوء سوابقه وعاداته - التراجع عما يقوله وفق المثل الشعبى الدارج " كلام الليل مدهون بزبدة .. " !! بمناسبة حواره مع " المحور" فإن أصدق ما قاله الرئيس بالحرف الواحد : " أسير وسط الأشواك وجلدى تخين ولن أتأثر بأى شئ " .. التعبير الذى اختاره الرئيس " جلدى تخين " يأتى ردا على مزاعم البعض وإصرارهم على وصف الإخوان بالكذب !! حالة من الغضب أو على الأقل الرفض قد اجتاحت الغالبية العظمى من المواطنين الذين كانوا فى انتظار سماع حوار الرئيس الذى تأخر بثه أكثر من 7 ساعات كاملة ' إذ جرى الانتهاء من تسجيله فى حدود الساعة الخامسة من بعد العصر بينما تم بثه فى تمام الساعة الثانية إلا 15 دقيقة من فجر اليوم التالى . الغاضبون لم يستوعبوا أن هناك " فرقا للتوقيت " بين مقر القصر الجمهورى بشرق القاهرة حيث جرى التسجيل وبين " المقطم " فى جنوب العاصمة حيث جرت عمليات المونتاج فى شركة " الإخوان يونيفرسال " ! كان يمكن لمؤسسة الرئاسة تجنب تلك الانتقادات الحادة لتأخر بث الحوار بسبب " المونتاج " إذا كان سيذاع بعد يوم الأول من مارس وقت تسلم المتحدثين الرسميين باسم الرئاسة الوزير المفوض عمر عامر والمستشار ايهاب فهمى عملهما إذ وقتها لن تحتاج مؤسسة الرئاسة لإجراء عملية المونتاج اكتفاء بتولى أحد المتحدثين نفى ما كان سيقوله الرئيس إعمالا لتخصص هذين المتحدثين باعتبار أن الأول يعلن البيان بينما يتولى الثانى نفيه ! على مدى نحو 7 ساعات كاملة حرصت قناة " المحور " على حشد وتعبئة المشاهدين إذ عمدت إلى إذاعة أغان وطنية والسلام الجمهورى مابين فقرة وأخرى كما لو كانت ستذيع البيان الأول لمعركة أكتوبر واجتياح خط بارليف , وفى النهاية لم يكن يتبقى سوى أن يطل علينا مذيع للنشرة الإخبارية ليعلن " مرسى هيتكلم يا رجالة " ! يبدو أن الزملاء فى البوابة الإليكترونية ل " الأهرام " يتعمدون تحريف تصريحات السياسيين وخاصة من " الأهل والعشيرة " لتشويه صورتهم !! . البوابة التى يرأس تحريرها الزميل الكاتب الشاب عبد الله عبد السلام نسبت للدكتورعصامالعريان زعيم الاغلبية بمجلس الشوري، ونائب رئيس حزب الحرية والعدالة، قوله على صفحته الرسمية يوم الثلاثاء الماضى : " ان قطار الانتخابات انطلق، وبناء مؤسسات الدوله لن يتوقف لأي سبب، ووصاية بعض النخب السياسية علي الأحزاب انتهت، وصار من حق المستقلين والأفراد تكوين الأحزاب والمشاركة في الانتخابات في القوائم او المقاعد الفردية. " بالتأكيد لم يكن الدكتور العريان يقصد " قطار الإنتخابات " وإنما " قطارالاستحواذ والتمكين والأخونة وإقامة الخلافة " غير أنه من الواضح أن مصير هذا القطار سيكون هو مصير سابقيه من القطارات وخاصة على خطوط الصعيد !! مثلما فضّل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح رئيس حزب مصر القوية الظهور فى برنامج تليفزيونى عن المشاركة فى جولة الحوار الأولى التى كان قد دعا إليها الرئيس مرسى قبل نحو شهرين ' رفض المستشار زكريا عبد العزيز رئيس نادى القضاة سابقا الاستجابة لدعوة مرسى يوم الثلاثاء الماضى للمشاركة فى الحوار "لانشغاله فى ندوة " هكذا قال .. إذا قُدر للرئيس أن يدعو إلى حوار مرة أخرى فإننى أتوقع اعتذار المدعوين عن عدم المشاركة لانشغالهم فى " إكمال عشرة طاولة " على أى مقهى ربما أجدى من حوار لن يفيد !!