اللواء خالد مطاوع الخبير الأمني والاستراتيجي حدثنا عن القنابل المسيلة للدموع والهدف من استخدامها فقال لنا إن القنابل المسيلة للدموع اختراع. تم توظيفه امنيا لايجاد حالة بيئية غير مناسبة للتجمهر في اثناء المظاهرات وأحداث الشغب, وقد تم اختراع اكثر من نوع ولكن الناس مع تكرار استخدام الأنواع المختلفة أصبحوا يعلمون نوع الغاز للقنبلة وهل هو حمضي أم قلوي وعلي أساسه يقومون باستخدام المواد المضادة له سواء من الأسواق مثل الخل وغيره أو من الصيدليات مثل الاسم الطبي الميكوجيل.. لذا تسعي قوات الأمن في كل مره إلي تبديل نوع قنابل الغاز حتي تتمكن من السيطرة علي المتظاهرين. متي يتم استخدام القنابل المسيلة للدموع ضد المتظاهرين؟ هناك مراحل في التعامل مع المظاهرات وفق تصاعد فعالياتها ففي المرحلة الأولي.. يتم تحذير المتظاهرين صوتيا من جانب قوات الأمن أو قوات فض الشغب مستخدمين المكبرات الصوتية ويتم تحذيرهم من أن هناك تجاوزات غير مسموح بها بما يؤثر في أمنهم وأمن الشارع والمواطنين غير المشاركين في المظاهرات. المرحلة الثانية... ويتم فيها التعامل بالمياه بمعني رش المتظاهرين بالمياه لتفريقهم وهناك بعض الدول مثل الجزائر تستخدم نوعا من أنواع الصبغة تخلط مع المياه وتستمر تلك الصبغة علي الجسم لمدة ستة أيام بما يتيح للأمن اعتقال مثيري الشغب خلال تلك المدة. المرحلة الثالثة... وهي مرحلة اطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع ويتم اطلاقها عندما يتجاوز المتظاهرون بصورة مكثفة الحدود الأمنية والحواجز الافتراضية لمكان التظاهر أو حال إضرارهم بالمال العام والتعدي علي المنشآت وفي هذه الحالة تتدخل قوات فض الشغب لإطلاق هذه القنابل. المشكلة الحقيقية أن الأمن اليوم اصبح يستخدم القنابل المسيلة للدموع مباشرة للتعامل مع المتظاهرين ولقد حققنا أرقاما قياسية في استخدام تلك القنابل, ويجب علينا أن نفكر في حلول أخري للتعامل مع المتظاهرين, خاصة أن استخدام تلك القنابل اصبح يثير المتظاهرين ويجعلهم اكثر عنفا بل يوجد عداء شخصيا بين المتظاهرين وقوات الامن, يزيد من حدة الصدام ووتيرة الكر والفر بين الأمن والمتظاهرين, فلم تصبح تلك القنابل فعالة بالفعل في فض المظاهرات وإنما اصبحت دافعا لمزيد من المظاهرات الاكثر عنفا. ماذا عن القنابل المسيلة للدموع منتهية الصلاحية وكيفية التخلص منها؟ ولماذا استخدمت ضد المتظاهرين؟ جرت العادة علي التخلص من القنابل المسيلة للدموع منتهية الصلاحية بواسطة متخصصين في المعسكرات الامنية وبطرق آمنة, وتعرف من خلال تاريخ الصلاحية المدون علي العبوات, أما عن استخدامها وهي منتهية الصلاحية فأظن أن في هذا التوقيت كانت الاحداث متعاقبة ومتتالية بشكل مكثف وهو ما جعل قوات الشرطة او الامن المركزي تستخدمها لعدم توافر عبوات صالحة, وأظن أيضا أنها ليس لها آثار جانبية مضرة علي صحة الإنسان ولكنها تسبب اختناق شديدا يؤثر في كبار السن والأطفال. هناك معلومات نشرت وتداولت علي الانترنت عن شراء الداخلية نحو140 الف قنبلة مسيلة للدموع في صفقة بلغت نحو17 مليون جنيه, فهل حجم تلك الصفقة طبيعي بالنسبة لمشتريات الداخلية؟ أم أن الداخلية قررت خوض حرب طويلة مع المعارضين؟ وكيف يتم تنفيذ مثل تلك الصفقات؟ في ظل الظروف الحالية لمصر وما تشهده من أحداث ولو وضعنا في الاعتبار أن القنابل المسيلة للدموع هي الأداة الوحيدة للدفاع عن المنشآت- برغم اعتراضي علي ذلك لما شرحته من أسباب من قبل- فتلك الكمية واقعية ولو قسمنا تلك الشحنة علي عام او اثنين فسنجد فانها تكفي للتعامل مع مظاهرات قوامها نحو مائة الف متظاهر اسبوعيا, لذا فهي تتناسب مع الحد الأدني المسموح بوجوده في المخازن والظروف الحالية, أما عن مبلغ الصفقة فجزء كبير من تلك المبالغ يكون في إطار المعونات أو التعاون الأمني المشترك ويتم الشراء من خلال الشركة المصنعة نفسها أو وكيلها في مصر والذي يحصل بالتأكيد علي فارق سعر كعمولة.