في العاشر من مارس المقبل يحدد سكان جزر فوكلاند الواقعة جنوب المحيط الأطنطي مصيرهم في استفتاء يخيرهم ما بين البقاء تحت تبعية التاج البريطاني من عدمه لتطوي صفحة من نزاع استمر عشرات السنين بين بريطانيا والأرجنتين حول ملكية هذه الجزر التي دخلت من أجلها الدولتان حربا دامية عام1982 انتهت باستسلام الأرجنتين بعد سقوط مئات الجنود من الجانبين. وبعد فترة من الهدوء النسبي عاد التوتر بين بريطانيا والأرجنتين للاشتعال مرة أخري الأمر الذي أرجعه محللون إلي سعي الدولتين إلي اقتناص كنز تم اكتشافه في أعماق مياه فوكلاند ألا وهو الذهب الأسود أو البترول. وتفجرت قضية جزر فوكلاند مجددا منذ العام الماضي وحتي يومنا هذا مع اطلاق التصريحات النارية والتهديدات المتبادلة بين رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والرئيسة الأرجنتينية كريستينا كيرشنر التي طالبت لندن عدة مرات بالتوقف عما وصفته بالسلوك الاستعماري وإعادة فوكلاند إلي سيطرة الأرجنتين مؤكدة أن الجزر كانت أرض أرجنتينية وانتزعتها بريطانيا بالقوة منذ180 عاما, وهي مطالب رفضها كاميرون بشدة متعهدا بأن بلاده علي استعداد لاستخدام القوة العسكرية لحماية السيادة البريطانية علي الجزر.وفي منتصف يناير الجاري حددت حكومة فوكلاند التي تحظي بدعم بريطاني يومي10 و11 مارس المقبل لإجراء استفتاء حول رغبة السكان البالغ عددهم3 آلاف شخص في بقاء وضعهم السياسي كأرض بريطانية في أعالي البحار وسط توقعات قوية بأن أغلبية الفوكلانديين سيصوتون لصالح بقاء تبعيتهم للمملكة المتحدة. ويقول محللون أن أهم أسباب التصعيد الأخير بين لندن وبوينس أيرس هو رفض الأخيرة للمشروع البريطاني الذي تم إطلاقه عام2010 للتنقيب عن البترول في مياه فوكلاند والذي حصلت بموجبه شركات كبري بتراخيص من الحكومة البريطانية للعمل علي استخراج وتصدير البترول الذي يؤكد الجيولوجيون تواجده بوفرة في تلك المنطقة حتي أن أحدث التقارير الصحفية أكدت وجود ما يعادل8.3 مليار برميل في أعماق مياه المحيط حول الجزيرة. ويشير المحللون إلي أسباب أخري لتجدد الصراع وهو أن الحكومة الأرجنتينية تجد في قضية فوكلاند وتصعيد النبرة العدائية ضد بريطانيا مخرجا لصرف أنظار الشعب الأرجنتيني عن المشاكل الداخلية التي تعاني منها البلاد وعلي رأسها الوضع الاقتصادي المتدهور. ورغم أن احتمالات اندلاع حرب جديدة ضعيفة بسبب ضعف قدرات الأرجنتين العسكرية من ناحية والأزمة المالية التي أدت لتخفيضات في النفقات العسكرية البريطانية من ناحية أخري, إلا أن الجيش البريطاني عزز في الأيام القليلة الماضية من قوته العسكرية في الجزر تحسبا لأي هجوم أو مناوشات أرجنتينية محتملة. ويؤكد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أنه علي ثقة من أن نتيجة التصويت في الاستفتاء ستكون100% نعم لبقاء فوكلاند بريطانية.