' بيني بلانكو' تركيبة مثيرة للدهشة, عينان بنية اللون, شعر مجعد, ذراعان تغرقهما الإكسسوارات والأنتيكات العتيقة, فضلا عن ثقة في النفس تصل لأعلي درجات النرجسية التي تتأرجح بين نشاط الرياضيين وكسل المبدعين من خلال شاعر غنائي وملحن موسيقي ومنتج أغاني الراب رقم واحد الذي يسمي' بيني بلانكو'. إنه بنيامين ليفين, الذي ولد في8 مارس1988 بولاية' فيرجينيا' الأمريكية, وحقق خلال24 عاما- هي عمره بالكامل- شهرة عالمية علي ساحة' موسيقي البوب' وهو ما لا يمكن تجاهله لأنه ببساطة صانع العديد من النجوم الذين يتربعون علي عرش الغناء مثل' ريهانا' و'كيشا' و'مارون5' و' كاتي بيري', حتي أصبح من المستحيل أن تستمع إلي الراديو لمدة عشر دقائق- كحد أقصي- دون أن ترتطم بمسامعك أغنية من صنع' بلانكو', وأخيرا حصدت العديد من أغانيه علي مواقع متميزة ضمن أفضل10 أغان لعام2012, وجاء علي رأس تلك القائمة أغنية' الماس' ل' ريهانا', و'موت الشباب' ل' كيشا'. بدأ حياته الفنية عام1994 من خلال بعض تجارب الكاسيت الفردية فقدم' العالم لك' و'احلف', حيث استعرض بعض مهاراته إلا أنه سرعان ما ذاع صيته, والتفت إلي موهبته العديد من المنتجين وصناع الموسيقي مثل' ديسكو دي' الذي التقاه في نيويورك في أثناء تلقيه بعض دروسه في المرحلة الثانوية. ثم جاء صانع الراب الشهير' سبانك روك' لتقييم' بلانكو' في2007 حيث ارتبطا معا في فريق' بانجرز& كاش', بعدها انفصل' بلانكو' ليعمل مع آخرين مثل' أماندا بلانك' و'سانتيجولد', بينما عام2008 كان نقطة تحول في حياته حيث التقي' دكتور لوكا' الذي آمن بموهبته وحاول أن يسهم في تنميتها, وكثيرا ما يفخر' بلانكو' بعلاقته ب' لوكا', ويؤكد أنه تعلم منه الكثير من فنون التعامل مع الفنانين والأوقات الهامة التي لابد وأن يختلي فيها المبدع مع ذاته لترتيب أفكاره, ثم كيف يكون صانع الموسيقي كالطبيب المعالج الذي يداوي الروح والجسد معا. وكانت تلك الدروس بمثابة الإشارات المرورية الخضراء التي فتحت أمامه طريق الانطلاق إلي العالمية خلال العامين الماضيين, رغم عاداته المزاجية الغريبة التي قد يفسرها البعض بأنها أقرب للجنون, فتجده مثلا يضع سريرا مكتظا بالوسادات في كل استوديو يعمل به, بالإضافة إلي وصفه نيويورك قائلا: أنا أحب هذه المدينة رغم زحامها الشديد, وتكدس المرور بها, ورغم أنها ليست جميلة, فضلا عن أصوات أبواق السيارات التي طالما تشوش علينا ونحن بداخل الاستوديوهات, ثم يضيف: أشعر أنني قدمت الكثير لموسيقي' البوب' وأسعي الآن إلي الاهتمام ب'الهيب هوب' التي وقعت في حبها منذ أن كنت في الخامسة من عمري, ثم عشقت الراب في سن المراهقة فلن أعيش في قالب واحد من الموسيقي والغناء, لا أريد أن يصنفني شخصا وأفضل أن أكون كل شيء أو لا شيء. وهنا نطرح تساؤلا: ما الذي يعيق صناع الموسيقي في مجتمعاتنا الشرقية من الوصول الي العالمية رغم بلوغهم سن النضج ؟