وصدقت مدن القناة الوعد وفي مقدمتها بور سعيد الباسلة التي تنفذ الوعود وتلقن الدروس الواحد تلو الآخر . وها هي تعيش في العصيان المدني بعد تجاهل طلبها القصاص لمن ماتوا من أبنائها الذين هم من الشعب المصري .. فهل يعقل أن يموت أكثر من أربعين مواطنا في يوم واحد دون أن تعلن الدولة بمؤسساتها الحداد ؟ .. وهل يعقل أن لا يزور مدينة بور سعيد أي مسئول حتى اليوم في حين ذهب رئيس مجلس الوزراء إلى غزة بعد العدوان الإسرائيلي عليها ؟ .. وعندما تتصاعد الأحداث، يكون رد رأس السلطة التنفيذية عبارة عن عودة المنطقة الحرة وتخصيص جزء من إيرادات القناة لمدنها، وقد اعتبر أهالي المدينة الباسلة تلك التصريحات إهانة لأرواح الشهداء، وكان أبلغ رد على هذه الإهانة هو الدعوات إلى العصيان المدني، وكما هي عادة بور سعيد على مدار التاريخ، تبدأ المقاومة لتنتقل إلى الكثير من المحافظات وتجد الدعوى الصدى خاصة مع الإعلان عن موعد البدء في الإنتخابات ورفض القوى السياسية والمعارضة إجراء الإنتخابات البرلمانية في ظل هذه الظروف التي تعيشها البلاد. إن النظام لا يسمع ولا يتنازل ولا يفكر إلا في مقاعد البرلمان .. وفي الوقت الذي أعلنت فيه بعض الأحزاب بدء التحالفات استعدادا لهذه الإنتخابات، أعلن الكثير من المواطنين رفضهم لمحاولات التمكين والسيطرة على مفاصل الدولة من قبل فصيل بعينه ورفضهم النائب العام واستيائهم من عدم القصاص وغياب دولة القانون على المستويات كافة، وغياب الخدمات واستمرار التعذيب في السجون ومعسكرات الأمن المركزي، ولقد كانت الهتافات يوم الجمعة الماضي في العديد من المحافظات تدعو إلى أنواع من العصيان المدني مثل : " النظام مابيسمعهش واحنا كمان ماندفعش " أو " مش دفعين علشان مش لاقيين " في دعوى صريحة لعدم دفع الفواتير ردا على عدم الاهتمام بل الإهمال التام من قبل السلطات لكل ما يحدث، والوضع مؤهل للتفاقم، فإذا استمرت اللامبالاه والاستبداد في إدارة شئون الدولة، فسيمتد العصيان المدني ويتسع بانضمام العمال والفلاحين والطلبة في كل المحافظات. ولمن لم يقرأ التاريخ، ولا يعرف الشعب المصري الذي لا يهدأ إلا بعد أن يحصل على ما ثار من أجله، إلى هؤلاء الذين لا يقرأون وإذا قرأوا لا يفهمون وإذا فهموا لا يعملون، فالعصيان المدني هو أحد الطرق للثورة على القوانين غير العادلة وعلى القوي الاستبدادية وعلى الظلم، وهو أسلوب ليس بجديد على مصر، فقد لجأ إليه المصريون خلال ثورة 1919، بعد اعتقال الزعيم الوطني المصري سعد زغلول وأعضاء الوفد، فما كان إلا أن اشتعلت شرارة التظاهرات في اليوم التالي في القاهرة والإسكندرية ومحافظات أخرى، وامتد نطاق الاحتجاجات ليشمل جميع الأنحاء من قرى ومدن، حتى لم تجد انجلترا مفرا إلا بالإفراج عن سعدورفاقه والسماح له بالسفر إلى باريس لعرض طلب مصر الاستقلال .. من 1919 إلى 2011 وها نحن في عام 2013، على من يديرون شئون البلاد أن يعلموا أن إرادة الشعب المصرى فى تغيير الواقع وفىتحديد مصيره هى إرادة لا حدود لها، هي إرادة تحدث عنها العالموسيتحدث عنها لقرون قادمة عندما يتحقق له ما يريد .. اللهم بعزتك حقق لهذا الشعب ما يريد وأفرغ علينا صبرا. [email protected]