لا ادعي اني صاحب رؤية في مجال هندسة المساجد ولا حتي متخصص في علوم الدين, لكن اكتب رغبة وتاكيدا علي دور المسجد, والرؤي الجديدة في تصاميمه التي تتناسب مع الزيادة السكانية. , فمع هدم مسجد قديم وكثيرا ما يحدث يجب ان يراعي عند اعادة بنائه التوسعات الرأسية خاصة مع محدودية المساحة واستحالة زيادته افقيا. فلا يجب ان يؤخذ الأمر علي انه بناء مصلي مزين ذو قباب ومآذن, فلكل عصر سماته في العمارة, واعتقد أن سمة هذا العصر يجب ان تكون بناء المؤسسة الدينية لا بناء المصلي, فيجب التخطيط للبناء بان يكون صالحا لمئات السنين كي يتناسب و الزيادة السكانية المستقبلية, ويكون مؤسسة دينية لها دور فاعل في المجتمع, فالمسجد قديما كان جامعة تعليمية تثقيفية اجتماعية, وخير مثال لذلك الجامع الازهر الذي يعد أول جامعة إسلامية, امتدت أياديها البيضاء علي العالم الإسلامي كله, ومع انتشارالمعاهد الازهرية و جامعة الازهر في مصر من اقصاها الي اقصاها, تراجع وتقلص الدور التعليمي للمسجد الي دروس الوعظ والارشاد, ولكن من الممكن ان يكون المسجد مؤسسة اجتماعية بحيث يلحق به مشفي لاهالي الحي وغرفة عمليات بسيطة او مجهزة حسب الامكانيات أو وحدة غسيل كلوي, مما يخفف الضغط عن كاهل المشافي الاميرية, ويوفر خدمة طبية متميزة رخيصة لاهالي حي المسجد, وتوفر الطوابق ايضا مكان حضانة لاطفال الحي و تحفيظ القران وتجويده, وناد اجتماعي لكبار السن يتوافر فيه افلام علمية او تسجيلية او..., وقد تستثمر هذه الطوابق في عمل مشاريع تفيد الحي, كإنشاء قاعة متخصصة في اقامة الدورات التدريبية وتعليم اللغات والحاسوب, واخري لعقد حلقات تثقيفية في شئون الاسرة والطب الوقائي والتغذية يقوم عليها متخصصون, وربما تم تخصيص مكان لجمع الصدقات والزكاة, وتوزيعها علي المستحقين من اهالي الحي, كما يمكن اقامة مشغل للمشغولات اليدوية او مركز تجاري يوفر بعض فرص العمل للشباب او يدر دخلا يسهم في النفقات وتصبح المؤسسة الدينية منتجة لا مستهلكة. إننا بصدد عهد تغير الفكر لا الوجوه, عهد تعظيم الاستفادة من كل المؤسسات, عهد الإنتاج والتطوير والتحديث, عهد المؤسسات المنتجة لا المستهلكة, عهد المؤسسة الدينية ذات الدور الحقيقي في تطوير المجتمع المحيط بها,المؤسسة الدينية التربوية, لا ان يكون المسجد مجرد مصلي تقام فيه الشعائر والصلوات. وإذا أراد احد ان يصحح الفكر وإصباغه بصبغة التطوير كان الرد; أن الأوقاف ستتصدي لهذا وتمنعه؟! ولا أظن أن المسؤلين في وزارة الأوقاف يمنعون التطوير والتحديث في المؤسسة الدينية بحيث تتواكب مع ما يستجد في العصر الحديث, وان اقتنعوا ان الاوقاف يشغلها التطوير والتحديث وتعمل من أجله, واجهوك بمعضلة التمويل! وهذه ليست معضلة فاهل الخير كل يوم في ازدياد, وليس المطلوب ان تقام المؤسسة مرة واحدة بل يجب ان تؤسس وتكتمل مع مرور الوقت مع الأخذ في الإعتبار انها تؤسس لمئات السنين ولأجيال عديدة. معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية