في الوقت الذي تسابق فيه أوروبا الزمن لاحتواء أسوأ أزمة اقتصادية تعترضها في العصر الحديث, حذرت كريستين لاجارد مديرة صندوق النقد الدولي أمس آسيا من أنها ليست بمأمن من أزمة منطقة اليورو. وأوضحت المسئولة الدولية- عقب اجتماعها مع وزير المالية الياباني جون أزومي- أنه علي الرغم من أن الاقتصادات الأسيوية الكبري تواصل قيادة الانتعاش الاقتصادي العالمي, فإنها ستتأثر سلبا من تفاقم التوترات في منطقة اليورو. وتأتي زيارة لاجارد لليابان في إطار جولة آسيوية سعت خلالها لإقناع موسكو وبكين بتقديم بعض من احتياطياتهما الضخمة من النقد الأجنبي لتعزيز صناديق الإنقاذ لمنطقة اليورو. كما ألمحت مديرة صندوق النقد الدولي إلي احتمال اللجوء لليابان لتمويل الصندوق في حالة احتياجه إلي تعبئة موارد إضافية لمنع أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو من الانتقال إلي الدول النامية وحماية الاقتصادات الناشئة من التداعيات السلبية وحالات الإضطراب الاقتصادي العالمي. وأبدت لاجارد قدرا من التفهم لتدخل اليابان في سوق العملات, الأمر الذي عرض طوكيو من قبل للعديد من الانتقادات من قبل بعض الدول, مشيرة إلي ضرورة معالجة التحركات غير المنتظمة في السوق. وتزامنت هذه الجولة مع تأكيد لاجارد ثقتها في أن إيطاليا واليونان أحرزتا تقدما واضحا في الطريق نحو الاستقرار السياسي, مشيرة إلي أن هذا الاستقرار من شأنه الوصول إلي سياسة اقتصادية واضحة, مما يتوافق مع رغبة صندوق النقد الدولي والأسواق العالمية. وفي الوقت ذاته, سيطرت حالة من التفاؤل والانتعاش علي البورصات وأسواق المال العالمية دفعت اليورو إلي الارتفاع لأعلي معدل له أمام الدولار خلال أسبوعين, وذلك قبل ساعات من إقرار مجلس النواب الإيطالي للميزانية الجديدة وما تتضمنه من إجراءات تقشف جديدة تمهيدا لاستقالة حكومة رئيس الوزراء سيلفيو بيرلسكوني وتشكيل حكومة طوارئ. ولكن يبدو أن هذا الانتعاش المؤقت في الأسواق لم يخفف من المخاوف البريطانية بشأن الأوضاع في المنطقة, حيث حذر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون من أنه لازالت هناك علامة استفهام ضخمة حول مستقبل العملة الأوروبية الموحدة, في حين وصف وزير المالية البريطاني جورج أوزبورن الأوضاع الاقتصادية في القارة بأنها خطيرة للغاية, مؤكدا انعكاسها السيء علي الوضع في بريطانيا. وفي هونولولو, بحث وزراء التجارة والخارجية في دول آسيا والمحيط الهادئ توسيع نطاق التجارة الحرة ودعم النمو الاقتصادي الصديق للبيئة وإزالة العوائق التجارية. وأكدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بعد محادثات وزراء منتدي التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي أبيك التي رأستها بمشاركة الممثل التجاري الأمريكي روب كيرك أن الوزراء بذلوا جهودا رائعة لرسم سياسات تهدف إلي تحفيز نمو صديق للبيئة وفتح أسواق وتحقيق تقارب منظم. وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد وصل إلي هونولولو أمس لرئاسة قمة أبيك التي تبدأ اجتماعاتها اليوم, حيث سيناقش زعماؤها ال21 توصيات سياسية قدمها الوزراء خلال اجتماعاتهم علي مدي اليومين الماضيين.