هم كثيرون الذين يحاولون رسم مستقبل الإسكندرية, هناك من يخطط لتصميم المدينة علي أساس أن الامتداد العمراني ناحية الغرب هو أمل المدينة في الرقي و التقدم. و هناك من يري أن تطوير الميناء الشرقي و عودة الفنار هو الأمل لجعل الإسكندرية عاصمة سياحية عالمية و آخرون يرون أن تطوير عمران الظهير الصحراوي للساحل الشمالي هو الحل الأمثل... في السطور التالية نعرض للدراسات التي قدمت عن تطوير الإسكندرية تباعا و نعرض وجهات النظر المختلفة و نريد من الجمهور السكندري و الخبراء مشاركة الأهرام في هذا الحوار الهادئ و ليكون لأهل الثغر رأي فيما سيتم فعله علي أرض عروس المتوسط الإسكندرية.. شباب مصري في مركز دراسات البحر المتوسط بمكتبة الاسكندرية أطلقوا مسابقة عالمية من أجل وضع مخطط كامل لتطوير الميناء الشرقي وجاءت المسابقة بتصميمات رائعة و عالمية نحو رسم مستقبل المدينة وجعل الاسكندرية مدينة سياحية وعالمية من الدرجة الأولي.. في البداية يؤكد الدكتور محمد عوض رئيس المركز و الخبير الهندسي أن الإسكندرية تملك كافة الامكانيات و الوسائل التي تضعها علي رأس قائمة أفضل المدن و البقاع السياحية العالمية مشيراإلي أن جذب السائح العالمي يتطلب تنفيذهذا المشروع المهم الذي يعيد للميناء الشرقي رونقه الحضاري يوم أن كان أهم ميناء في المتوسط و كان السبب في ذكر اسم المدينة في صفحات الكتب العالمية و التاريخية و العلميةو مستعرضا لتاريخ الميناء الذي ظهر في الخرائط مع اختيار الإسكندر الأكبر المقدوني لإقامة المدينة التي خلدت اسمه من خلال بناء هذا الميناء الذي تكون كحلقة وصل بين المدينة و جزيرة فاروس و التي حملت بين أروقتها عجيبة من عجائب الدنيا السبع. و أضاف الدكتور محمد عوض أن مشروع تطوير الميناء الشرقي هو تعريف جديد للعلاقة مع الواجهات البحرية في المدن الساحلية و تقوم الفكرة علي طرح استراتجية تطوير للميناء من خلال تصميمات و حلول هندسية تعيد بناء الفنار القديم في المنطقة المواجهة لمكتبة الاسكندرية الحالية بمنطقة الشاطبي علي أن يحتوي بجانبه علي فندق من أجل توفير الإقامة للسائحيين كما يشمل المشروع الذي يمتد علي ساحل الميناء إقامة متحف للآثار الغارقة و يشمل إضاءة داخلية للبحر و توفير أدوات غوص للسائحين لممارسة رياضة الغوص و التمتع بمشاهدة الأثار الرائعة للإسكندرية القديمة و التماثيل الخالدة التي تمثل ثروة مهدرة قابعة في قاع البحر بلا أدني استفادة منوها ان تصميمات هذا المتحف تمت بالتعاون مع المجلس الأعلي للآثار. و لم تكتف الدراسة بالاسكندرية القديمة و لكنها شملت يخت المحروسة الملكي الشاهد علي وقائع تاريخية عديدة شهدتها مصر و الذي خرج علي متنه الملك فاروق عقب اندلاع ثورة1952 و الذي يعد تحفة فنية بالإضافة لقيمته التاريخية ليوضع علي بعد مئات الأمتار من ساحل الميناء كمتحف يعرض تاريخ مصر الحديث علي أن يتم الوصول إليه من خلال كوبري عائم داخل الميناء مع وضع مركز لخدمة رجال الأعمال في الجهة المقابلة والتي تحتوي علي معرض دائم مملوك لمحافظة الاسكندرية ويشمل التصميم اقامة كوبري عائم يصل بين جزيرة فاروس و قلعة قايتباي بالإضافة لوجود مارينا لليخوت داخل الميناء لتشجيع سياحة اليخوت المنتشرة في البحر المتوسط و الغائبة عن مدينة الاسكندرية كما يشمل التصميم إقامة ميناء خاص للصيد يقع في منطقة بحري بالاضافة لاقامة متحف للأحياء المائية في الميناء الشرقي و يقول د محمد عوض أن تصميمات المتحف كانت ممولة من وزارة السياحة المصرية و تضمن التصميم وجود أماكن ترفيهية و فنادق ومركز لخدمة رجال الأعمال.. ودعا الدكتور محمد عوض الأجهزة التنفيذية لعرض التصميمات علي مستثمرين من أجل تحويل الحلم إلي حقيقة مؤكدا أن التصميم ليس مجرد رسومات هندسية و لكنه يضع مقومات السياحة العالمية من توفير خدمات سياحية و متاحف و أماكن اقامة مطالبا بوجود مؤسسة لتنمية السياحة و تطوير الميناء الشرقي.. و أضاف الدكتومحمد عوض أن هذا المشروع يعتبرأحد الخطط المتميزة لمستقبل الإسكندرية لما سيوفره من فرص عمل للشباب بالإضافة لإعادة الرونق الحضاري لعروس المتوسط, وقد تم عرض نتائج المسابقة العالمية في مؤتمر عقد منذ عدة سنوات بمشاركة كافة المعنيين و لكن غياب رؤية الأجهزة التنفيذية في المحافظة في ذلك الوقت حال دون الإهتمام بمثل هذه المشروعات. علي الرغم من أن رؤية مركز الدراسات تحمل حلما يرغب السكندريون في تحقيقه لما تحمله التصميمات التي حصل الأهرام علي نسخة منها من حضارة و رقي للمدينة فإن الواقع العملي يؤكد أن هذا الحلم مازال بعيدا.. الأهرام يضع هذا المشروع أمام الرأي العام و الجهات المعنية لعل الحلم يصبح حقيقة....