نجح فريق من الباحثين بشعبة الصناعات الكيماوية بالمركز القومي للبحوث تحت إشراف الدكتور جلال نوار رئيس الشعبة في تطوير تقنية مصرية فعالة للاستفادة بقش الأرز في تصنيع لب الورق المستخدم في صناعة الورق والكرتون بأنواعه المختلفة بنسبة تزيد علي65%, والنسبة الباقية في شكل مستخلص أسود. وكانت نسبة اللب في التقنيات السابقة لا تتجاوز30% ويكون الباقي وقدرة70% في شكل مستخلص أسود أمكن الاستفادة به بعد معالجة كيميائية خاصة كمبيد طبيعي لبعض الآفات واليرقات, سواء في المنازل أو البرك والمستنقعات. وقد تم تسجيل برائتي اختراع أحداهما للتقنية للجديدة لتلبيب قش الأرز والثانية لاستخدام المستخلص الأسود المعالج كيماويا كبيد للحشرات. كذلك تم تسجيل براءة ثالثة خاصة بتحضير بللورات السليلوز الدقيقة التي تستخدم في الصناعات الدوائية والغذائية, خاصة منتجات الألبان لدورها في رفع نسبة المنتج النهائي. وتعتمد تقنية التلبيب المحلية المبتكرة كما يقول الدكتور نوار علي تشييد ثلاث وحدات صغيرة تعمل بالطاقة الشمسية يمكن إدارتها في إطار المشروعات الصغيرة للشباب أحدها لتلبيب القش, مع وحدة غسيل لفصل اللب عن المستخلص الأسود, وثالثة لإعداد اللب في شكل ألواح مبيضة وغير مبيضة يمكن توريدها بعد تجفيفها مباشرة لمصانع الورق والكرتون. ومن المفترض أن يساهم بناء هذه الوحدات الصغيرة في أماكن إنتاج القش في خلق وظائف جديدة بين الشباب, حيث يتطلب تشغيل مليون طن قش أرز سنويا حوالي220 ألف فرد, تؤدي لإنتاج نحو600 ألف طن لب ورق. ومن الممكن أن يؤدي تصنيع هذه الكمية لإنتاج حوالي مليون طن ورق سنويا. ولتقييم جودة اللب غير المبيض المنتج بهذه التقنية, تم إرساله لبعض شركات إنتاج الورق بألمانيا وبلجيكا, وأبدت الشركات الألمانية استعدادها الكامل لاستيراد آلاف4 طن شهريا بسعر400 دولار للطن الواحد. وهناك تقنية أخري بسيطة متاحة لتبييض اللب باستخدام الطاقة الشمسية أيضا, ويقوم الفريق البحثي حاليا ببناء خط إنتاج تجريبي ليكون كنموذج يمكن تكراره بالقرب من مواقع تجميع القش وإنتاج اللب. أما بالنسبة للمستخلص الجانبي الناتج من عملية التلبيب والمتمثل في السائل الأسود الذي كان يمثل مشكلة بيئية في التقنيات السابقة, فقد أمكن استخدامه بعد معالجة كيميائية خاصة كمبيد طبيعي لبعض الآفات مثل البعوض, ولذلك فهو يعد إضافة اقتصادية جديدة مهمة ذات قيمة اقتصادية عالية, حيث يمكن توريده لشركات إنتاج المبيدات لتجهيزه كمبيد للبعوض واليرقات, كما يمكن استخدامه كمصدر آمن للطاقة, حيث تبقي السيلكا- التي كانت تخرج مع المستخلص في التقنيات السابقة? مع لب الورق, وتحقق بذلك ميزتين في آن واحد, رفع جودة اللب المنتج, وزيادة القيمة الاقتصادية للمستخلص.