إتفقت مصر وروسيا علي بدء جولة جديدة من المفاوضات بالقاهرة خلال يوليو المقبل لاستكمال المباحثات المشتركة لإنشاء منطقة تجارة حرة بين مصر وروسيا. وتعتبر هذه الجولة الثالثة في إطار المفاوضات, كما إتفق الجانبان علي أن تكون إجتماعات الجولة المقبلة للجنة المشتركة في موسكو العام المقبل. أعلن ذلك المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة والصناعة ورئيس الجانب المصري في ختام أعمال الدورة الثامنة للجنة المصرية الروسية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي والعلمي. وقال رشيد انه هناك توجها إستراتيجيا لدي الدولتين للاسراع في عقد إتفاق للتجارة الحرة للاسهام في زيادة التعاون الاقتصادي في شتي المجالات.وأضاف رشيد في كلمته خلال اجتماعات اللجنة المشتركة اننا نتطلع إلي أن تكون الاجتماعات خطوة إلي الأمام نحو آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي والعلمي مع روسيا الاتحادية في المرحلة المقبلة سواء في الصناعة أو التجارة أو المجالات العلمية, مشيرا إلي أن البلدين حققا نتائج وتطورات إيجابية علي صعيد التبادل التجاري, حيث وصلت قيمة التجارة البينية إلي أكثر من2 مليار دولار رغم الأزمة الاقتصادية العالمية, كما أن السياحة تمثل قصة نجاح للتعاون البناء والتطورات الايجابية في العلاقات الاقتصادية المشتركة, حيث يزيد عدد السائحين الروس إلي مصر بإطراد ليصل الي أكثر من مليوني سائح سنويا. وأوضح الوزير إن مصر تقدر الإصلاحات الاقتصادية في روسيا والتي أدت إلي تقليل أثار الأزمة الاقتصادية علي روسيا مثلما أدت الإصلاحات الاقتصادية التي إنتهجتها الحكومة المصرية إلي زيادة قدرة الاقتصاد المصري علي مواجهة تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية وإستمرار نمو الاقتصاد بمعدل إيجابي تجاوز4% رغم ضغوط الأزمة, وتوقع الوزير أن يستعيد الاقتصاد المصري قدرته علي النمو بمعدلات أكثر من7% خلال سنوات قليلة. ومن ناحيته قال السيد فيكتور خريستنكو وزير الصناعة والتجارة الروسي ان بلاده حريصة علي الاسراع في التوصل إلي إتفاق تجارة حرة مع مصر لتوسيع مجالات التعاون الاقتصادي والعلمي وأن روسيا تجري حاليا مفاوضات أوشكت علي الإنتهاء لإنشاء إتحاد جمركي مع كل من كازاخستان وبيلاروسيا, وقال إن هذه المفاوضات تصب في مصلحة الاسراع في إنشاء منطقة تجارة حرة مع مصر, موضحا أن روسيا حريصة علي التوصل إلي هذه الاتفاقية في أسرع وقت ممكن, مؤكدا أيضا حرص بلاه علي المشاركة في إنشاء المحطة النووية المصرية لتوليد الكهرباء. وفي نهاية المباحثات وقع الوزيران بروتوكولا للتعاون الاقتصادي والتجاري والفني والعلمي بين البلدين في المرحلة المقبلة. وفي مؤتمر صحفي عقب المباحثات قال الوزير الروسي انه تم الاتفاق علي أن تكون إجتماعات الجولة المقبلة للجنة المشتركة في موسكو العام المقبل, وأضاف: عقدنا مباحثات مع وزير الكهرباء الدكتور حسن يونس ووزير الطيران المدني للإسراع في توسيع التعاون المشترك في هذين المجالين. وإتفقا علي بدء مفاوضات لتوقيع إتفاقية طويلة المدي لمساعدة مصر في إقامة محطات عملاقة لتوليد الكهرباء من مصادر متعددة. وبالنسبة لتجارة القمح مع مصر قال خريستنكو أن مصر من أكبر الأسواق المستوردة للقمح الروسي وكانت هناك بعض المشكلات المتعلقة بالحجر الزراعي, ولكن توصلنا إلي آلية للتغلب علي مثل هذه المشكلات وروسيا من كبار الدول المصدرة للحاصلات الزراعية في العالم, ونحن نتخذ كل الاجراءات لضمان الحفاظ علي أسواقنا المستوردة للحاصلات الزراعية في شتي أنحاء العالم. وحول مستقبل التعاون مع مصر في مجال محطات الكهرباء النووية قال الوزير الروسي روسيا علي استعداد لتقديم خبرتها الكبيرة في هذا المجال لمصر, وهناك إهتمام كبير من الجانب الروسي بالاسهام في مشروع المحطات النووية لتوليد الكهرباء في مصر, هناك مجالات متعددة للتعاون مثل تدريب وإعداد الكوادر البشرية في هذا المجال, وكذلك في تصنيع الوقود النووي ونحن في إنتظار إنتهاء وزارة الكهرباء المصرية من إعداد المناقصة العالمية لتوريد المعدات ومستعدون للدخول فيها. وحول المنطقة الصناعية الروسية في مصر قال خريستنكو نتطلع إلي إنشاء صناعات لوسائل النقل والطاقة في هذه المنطقة, ونحن مهتمون جدا بها, وهناك وفود من الشركات الروسية ستزور مصر لهذا الغرض, ونأمل أن يكون العام الحالي حاسما في تنفيذ هذه المنطقة.