قابلت عددا منكم بلندن الصيف الماضي, حيث فوجئت بحماسكم وافكاركم كما فوجئت بشجاعتكم والمهنية التي تتمتعون بها. انا سعيد لوجودي معكم اليوم في القاهرة التي تعتبر جبهة الربيع العربي.. هكذا استهل نيك كليج نائب رئيس الوزراء البريطاني كلمته التي القاها خلال لقائه بعدد من النشطاء السياسيين من الشباب المصري بساقية الصاوي أثناء زيارته الاخيرة لمصر. بدأ كليج يعيد علي مسامع الحاضرين مساندة بلاده حكومة وشعبا للثورة في مصر وللتحول الديمقراطي وهو الامر الذي اكده رئيس وزراء بريطانيا ديفيد كاميرون خلال زيارته لمصر كأول مسئول أوروبي يزور مصر بعد الثورة في فبراير الماضي. وأعلن كليج للمشاركين بلاده5 ملايين جنيه إسترليني لمصر من خلال البنك الأوروبي للتعمير والتنمية لمساعدة المشروعات الصغيرة والمتوسطة, وهو الأمر الذي كان قد أعلنه مكتبه في لندن بالفعل قبل بدء زيارته لمصر, رغم التكتم الشديد علي الزيارة من السفارة البريطانية بالقاهرة. وكما هي العادة يتم التكتم علي زيارة أي مسئول لمصر ويصل الأمر لحد المفاجأة حيث فوجئنا علي مدي الشهور الماضية بزيارة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ووزير خارجيته ويليام هيج بعد ثورة25 يناير. وكانت هذه هي المرة الاولي التي يتم فيها السماح للصحافة والاعلام المصري للتحدث مع مسئول بريطاني خلال زيارته لمصر مما شجع الصحفيين والاعلاميين علي الذهاب لساقية الصاوي في محاولة للتحاور مع نائب رئيس الوزراء. وكان من المنتظر أن يلقي كليج كلمة للنشطاء السياسيين والصحفيين قبل ان يتحاور مع كليهما. وبرغم حضور نائب رئيس الوزراء في موعده تقريبا, الا اننا فوجئنا بضرورة الانتظار التي وصلت لأكثر من ساعة بسبب عدم حضور كل الشباب من النشطاء السياسيين في الموعد المحدد. ودفعنا هذا للتساؤل: من اختار هؤلاء.. وعلي اي أساس تم إختيارهم لتمثيل شبابنا المصري خاصة انهم لم يدركوا اهمية لقائهم بنائب رئيس الوزراء البريطاني ليحضروا في الميعاد المحدد, بل وصل الأمر إلي أن بعضهم لم يكن يدرك أن اللقاء سيتم مع نائب رئيس الوزراء وليس رئيس الوزراء نفسه ديفيد كاميرون حتي حضروا للمكان. كما فوجئنا نحن الصحفيين والاعلاميين بمطالبتنا بالجلوس في الصف الأخير حيث كان المسموح لنا فقط هو سماع كلمة كليج فقط ثم طلبوا منا الانصراف لقاعة أخري حتي يتسني له وللنشطاء السياسيين التحدث فيما بعد بعيدا عن اعين الصحافة والاعلام, ثم علينا الانتظار مرة أخري لأكثر من نصف ساعة حتي ينتهي هذا اللقاء لتتاح لنا الفرصة للتحاور مع كليج. لم يكن هناك أي داع لوجودنا بعد أن أكتفي نائب رئيس الوزراء البريطاني أن يعيد علي مسامعنا الخبر الذي علمناه بالفعل قبل زيارته لمصر بيوم وهو تخصيص5 ملايين جنيه استرليني لمصر, كما لم يكن هناك داع لوجودنا نظرا لاعلان جلسته مع الشباب من النشطاء السياسيين جلسة سرية لا يسمح بمعرفة ما دار بها برغم مبدأ الشفافية التي يطالب به الجميع منذ اندلاع ثورة25 يناير وهو نفس المبدأ الذي يطالبنا به الغرب بل ويضعه شرطا ضمن شروط أخري لمساندة مصر وغيرها من دول الربيع العربي في المرحلة الانتقالية. والسوال الذي يطر ح نفسه هو.. أين تلك الشفافية التي يطالبنا بها الجميع اذا لم يكن مسموحا لنا معرفة خبر زيارة مسئول أوروبي كبير لبلدنا ولا يتاح لنا الفرصة للتحاور معه, وعندما أتيحت هذه الفرصة جاءت مخيبة للآمال لعدم تحليها بالشفافية وعدم إحترام الوقت الذي ضاع بسبب عدم التزام من تم اختيارهم ليمثلونا وعدم إحترامهم لقيمة الوقت؟ وما هي هذه الزيارة التي قام بها بعض النشطاء للندن خلال الصيف الماضي ولم يعلم عنها أحد شيئا؟ فكيف يتم إختيار من يمثل شبابنا الذي أذهل العالم بثورة25 يناير؟ وكيف لا يحق لنا الاضطلاع علي ما يدور في مثل هذه اللقاءات سواء في مصر, أو في الخارج خاصة أن تلك اللقاءات هي التي تعطي للغرب فكرة وانطباعا عن مصر وعن شبابها ؟ فكيف يمكننا أن نضمن أنه تم بالفعل أعطاء الانطباع الصحيح؟