قبل أيام معدودات أعلن تقرير مهم للأمم المتحدة ان عدد سكان العالم يتجاوز 7 بلايين نسمة, سوف ترتفع بعد 40 عاما إلي 9.30 بليون نسمة, وربما تصل إلي 15 بليون نسمة قبل نهاية هذا القرن, إذا استمر معدل المواليد علي حاله الراهن, حيث يستقبل العالم كل صباح 215 ألف طفل وليد, النسبة الأكبر منهم في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية. ويشير التقرير إلي أن مصدر الزيادة السكانية الأكبر 30 دولة إفريقية و9 آسيوية و4 دول أوروبية هي الأكثر خصوبة في العالم, حيث تتجاوز معدلات الخصوبة في الدول الإفريقية 4.6 طفل لكل امرأة, علي حين يهبط معدل الخصوبة في آسيا إلي 2.6 طفل لكل امرأة, بسبب نجاح سياسات الصين السكانية التي فرضت علي كل أسرة انجاب طفل واحد فقط, ونجاح برامج الهند في تنظيم النسل رغم قسوتها البالغة, وثمة ما يؤكد أن الدول التي نجحت في خفض نسب المواليد تمكنت من تحسين احوالها, كما تمكنت من الارتقاء بخدمات الصحة والإسكان والتعليم, واستطاعت ان تحقق معدلات نمو عالية, نقلتها من دائرة الدول الفقيرة إلي مستوي الدول المتوسطة. وبرغم توقعات الاقتصاديين وخبراء السكان في بداية ستينيات القرن الماضي التي كانت تتوقع زيادة مطردة في حجم المجاعات بسبب الزيادة السكانية, حدث العكس وقلت المجاعات واصبحت محاصرة في مناطق محدودة جنوب الصحراء في إفريقيا بسبب انجازات الثورة الخضراء في الهند التي نجحت في تغطية الفجوة بين حجم الانتاج الزراعي وحجم المواليد, ونجاح الصين في تحقيق معدلات نمو مستدامة تتجاوز 11% في المتوسط, بما يؤكد قدرة العالم المتزايدة علي مواجهة مشكلات الزحام السكاني نتيجة تكنولوجيا الانتاج الجديدة التي حققت طفرة هائلة في انتاج الحبوب. وثمة ما يشير إلي أن 20% فقط من سكان العالم الأكثر تقدما يملكون 75% من مقدرات العالم, علي حين لايتجاوز دخل ال 20% الأكثر فقرا 1.5 من الناتج العالمي, وحتي داخل الدول الغنية تتركز 99% من الثروة في أيدي نسبة لاتتجاوز 1% من السكان هم رجال الأعمال والمال والبنوك, الأمر الذي أدي إلي زيادة الحركات الاحتجاجية, ابرزها حركة احتلال وول استريت شارع المال والبنوك في نيويورك التي تنتشر الآن في 80 عاصمة عالمية, ويعتقد اصحابها أن العالم يحتاج إلي عمرة شاملة تعيد النظر في نظامه المالي والاقتصادي والسياسي الذي كثر عواره ولم يعد قادرا علي ضمان استقرار دوله. المزيد من أعمدة مكرم محمد أحمد