مع اول ايام عيد الاضحي المبارك( يوم النحر) ووقوف الحجاج علي صعيد مني لرمي الجمرة الكبري اليوم الاحد ادي مايزيد عن ثلاثة ملايين حاج قادمين من خارج المملكة مناسك الحج حيث وقفوا علي صعيد عرفات( وجبل الرحمة). امس السبت مبتهلين الي الله سبحانه وتعالي ومرددين// لبيك اللهم لبيك لبيك لاشريك لك لبيك ان الحمد والنعمة لك والملك// لاشريك لك لبيك// وذلك ابتغاء لمرضاة الله وغفرانه فيرجعون بعد اداء المناسك كما ولدتهم امهاتهم خالين من الذنوب.. في كل عام يفد هؤلاء الحجاج من بقاع الارض الي المملكة في الوقت الذي يشهد كل عام الجديد والجديد الذي يصب في خدمة وراحة ضيوف الرحمن.. ويشهد حج هذا العام لاول مرة تشغيل قطار المشاعر المقدسة ليعمل بكامل طاقته في نقل اكثر من400 الف حاج بين مني ومزدلفة وعرفات وبالعكس وتصل تكلفته الي6 ر6 مليار ريال سعودي.. كما تعد توسعة المسعي التي امر بها خادم الحرمين بين الصفي والمروة داخل الحرم المكي الاكبر علي مدي التاريخ حيث اصبح يستوعب في الساعة118 الفا بدلا من48 الفا فقط ويتكون المشروع من4 طوابق. وبلغت قيمة المشروعات التي تنفذ في المشاعر30 مليار ريال تتضمن توسيع جسور رمي الجمرات وتم اليوم الاحد الاستفادة من كامل الطاقة الاستيعابية لجسر الجمرات حيث استفيد من الطابق الخامس المخصص لاستعمال الحجاج كما تم اكمال اعمال مباني السلالم المتحركة وسيتم ايصال قطار المشاعر بالحرم المكي الشريف وغير ذلك من المشروعات آخرها وضع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حجر الاساس في اواخر شهر رمضان الماضي لاضخم توسعة للمسجد الحرام في مكةالمكرمة في التاريخ المعاصر ليستوعب الحرم مليونا و200 الف مصل في وقت واحد داخل ساحات الحرم بتكلفة اجمالية تصل الي80 مليار ريال سعودي. ورغم المصروفات الهائلة التي تنفقها السعودية علي المشروعات التطويرية لخدمة الحجاج سنويا الا ان هؤلاء الحجاج يصرفون ايضا قبل وبعد وصولهم الي المملكة مبالغ كبيرة سنويا فماهي نسبة مايصرفه الحجاج مقارنة بماتصرفه الدولة السعودية؟! صفحة' ملفات دولية' فتحت هذا الملف المهم المتعلق باقتصاديات الحج فكان محور السؤال الذي وجهه مراسل الاهرام الي العديد من كبار المسئولين السعوديين وابرزهم بطبيعة الحال الامير نايف بن عبدالعزيز ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الذي خص الاهرام باجابة قاطعة حول ماتنفقه الدولة السعودية علي شئون الحج مقارنة بماينفقه الحجاج القادمين اليها سنويا فقال: إن كل ماتفعله المملكة العربية السعودية في توسعة الحرم الشريف أو مشاريع في مكةالمكرمة والمدينة المنورة بصفتهما أشرف مدينتين في العالم ليس بكثير والدولة تصرف الكثير لكنها لاتقول ماذا صرفت. واوضح أنه لايدخل خزينة الدولة ريال واحد من أي حاج في أي مشروع مشيرا إلي أن قطار المشاعر المقدسة أنشيء ليسهل الحركة لمن يرغب في ذلك وما يؤخذ علي الراكب يصرف علي القطار وصيانته مبينا أن الدولة اكتفت بصرف التكاليف دون النظر لأي مردود من هذا القطار أو اي مشروع يتعلق بالحج أو بالحجاج والمعتمرين والزوار ولايدخل خزينة الدولة ريال واحد وهذا واقع معلوم ولاأعتقد أنه يخفي علي الجميع. ومن جانبه صرح الامير منصور بن متعب بن عبدالعزيز وزير الشئون البلدية والقروية بالمملكة التي تتولي تنفيذ هذه المشروعات ردا علي سؤال الاهرام: بأن من الاشياء الاساسية التي وضعها الملك عبدالعزيز يرحمه الله مؤسس الدولة السعودية هو تسخير كل امكانيات هذا البلد لخدمة ضيوف الرحمن لذلك فان المملكة لاتأخذ بالاهتمام البعد الاقتصادي لما ينفقه الحجاج سنويا وهو ضئيل للغاية مقارنة بضخامة مايتم صرفه سنويا علي المشروعات التطويرية لخدمة الحجاج. ويضيف الامير منصور بن متعب بن عبدالعزيز ان المملكة تأخذ بالبعد الانساني والقيمي لخدمة الحجاج وهناك عدة مشاريع تنفق فيها المليارات لان ذلك واجبا تجاه المسلمين وليس الهدف هدف ماديا. وفي تصريح مماثل يقول الدكتور حبيب زين العابدين وكيل وزارة الشئون البلدية: ان تكاليف الحج لم ترتفع منذ50 عاما! فالاسعار بالنسبة لتكلفة الحاج كماهي ثابتة فهم يصرفون نسبة ضئيلة للغاية علي الخيام او التنقلات والمأكل والمشرب فلا يوجد نسبة وتناسب او مقارنة بين ماتصرفه المملكة كواجب والتزام ديني وشرف لنا وبين ماينفقه الحجاج. ويضيف ان قادتنا وكل المسئولين السعوديين يرون ان خدمة الحاج هو واجب ديني وليس عملا استثماريا ويؤكد ان القادة السعوديين جميعهم يقرون بان الخير الذي تعيش فيه المملكة بسبب خدمتنا للحجاج واقامة المشروعات التطويرية الكبري في شتي المجالات لرعايتهم سنويا وتسهيل تنقلاتهم بيسر وسهولة وتوفير الامن والامان والرعاية الصحية وغيرها من الامور المهمة والتي تتطلب الكثير والكثير من الاموال التي تصرف دون من او تفضل وانما واجب والتزام. وبدوره يتحدث الدكتور احمد محمد علي رئيس البنك الاسلامي للاهرام قائلا: ان ماينفقه الحجاج بلاشك يؤثر علي اقتصاديات المنطقة الغربية بالمملكة( يقصد جدةومكة وماتشهده من رواج تجاري في الاسواق والفنادق وغيرها) الا انها لاتقارن باي حال من الاحوال بالمليارات التي تنفقها الدولة السعودية علي تلك المشروعات مؤكدا ان الدولة لاتنظر لهذه الناحية علي الاطلاق وانما تنظر الي الواجب الديني والانساني في خدمة ورعاية ضيوف بيت الله الحرام.