شنت المعارضة السورية في القاهرة هجوما حادا علي الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين جامعة الدول العربية والنظام السوري,واعتبرت أن العرب منحوا بموجب هذا الاتفاق نظام الرئيس بشار الأسد فرصة لارتكاب مجازر بشرية جديدة. لاسيما خلال فترة عيد الأضحي المبارك التي يتوقع أن تنطلق فيها المظاهرات في مختلف أنحاء سوريا.وتوقعت مصادر المعارضة أن يسقط حوالي300 أو400 شهيد خلال فترة الأسبوعين التي من المفترض أن ينطلق خلالها الحوار الوطني المزعوم بين النظام والمعارضة. يأتي ذلك في الوقت الذي قال فيه ناشطون إن نيران الدبابات السورية قتلت خمسة مدنيين في مدينة حمص يوم أمس بعد أقل من24ساعة علي إعلان سوريا قبولها المبادرة العربية. وقد رحبت بريطانيا بالاتفاق, إلا أن وزير الخارجية البريطانية وليام هيج قال إنه لايزال يؤمن بأنه يجب علي الرئيس بشار الأسد أن يتنحي.كما رحبت الصين بالاتفاق. وكان وزراء الخارجية العرب قد أعلنوا عقب اجتماعهم الطارئ بمقر جامعة الدول العربية مساء أمس الأول عن موافقة الحكومة السورية علي خطة عمل عربية يتم بموجبها وقف جميع أعمال العنف من أي مصدر كان,والافراج عن المعتقلين,واخلاء المدن والأحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة,وفتح المجال أمام وسائل الإعلام العربية والدولية للتنقل بحرية في جميع أنحاء سوريا للإطلاع علي حقيقة الأوضاع. وتعليقا علي الاتفاق قال المعارض السوري البارز محمد مأمون الحمصي في تصريح( للأهرام) بالقاهرة أمس إن المعارضة السورية لن تقبل أي بديل عن سقوط نظام بشار الأسد وإنه لا رجوع عن المطالبة بالحرية ولا مساومة علي دماء الشهداء حتي يسقط هذا النظام الذي يمارس الإرهاب في الداخل,بالقتل والتنكيل والاعتقال لأبناء الشعب,وفي الخارج بالتهديد المستمر بإشعال فتيل الصراع في الشرق الأوسط. وقال إن مثل هذه الاجتماعات لن تؤدي إلا لمنح نظام الأسد مزيدا من الوقت لممارسة جرائمه بحق الشعب السوري, واستغرب الحمصي الموقف العربي الذي لا يزال يتعامل مع نظام الأسد باعتباره نظاما شرعيا رغم سقوط آلاف الشهداء خلال الفترة الماضية. وأوضح أنه في إطار حملات الدهم والاعتقال المنتشرة في جميع أنحاء سوريا قام نظام الأسد باعتقال ابنه ياسين الحمصي الطالب بجامعة دمشق, مؤكدا أن مثل هذه الأفعال الإجرامية بحق الشعب السوري لن تؤدي إلا لمزيد من التمسك بحقنا في الحرية ورحيل الأسد, حتي وإن سقطنا جميعا شهداء في سبيل ذلك. وحذر نزار الخراط الناشط السياسي السوري المعارض المقيم في القاهرة من أن نظام الأسد سوف يستغل الفرصة العربية التي تم منحها له لتنفيذ مجازر بشرية لاسيما خلال فترة عيد الأضحي المبارك التي يتوقع أن تنطلق فيها المظاهرات في مختلف أنحاء سوريا. وقال في تصريحات للأهرام ان عدد الشهداء الذين سقطوا عقب اعلان قبول النظام المبادرة العربية في المساء فقط بلغ7 شهداء,وتوقع أن يسقط حوالي300 شهيد خلال فترة الأسبوعين التي من المفترض أن ينطلق خلالها الحوار الوطني المزعوم,اذ أن معدل القتل خلال الفترة الأخيرة هو20شهيدا يوميا. وأضاف أنه منذ أن تم تشكيل اللجنة الوزارية العربية يوم16 أكتوبر الماضي حتي الآن سقط351 شهيدا بينهم20 طفلا و14امرأة كما تم اعتقال1077 مواطنا.وقال إن العرب قد أعطوا هذا النظام وفقا للاتفاق الجديد فرصة إضافية للقتل,والمزيد من إسالة الدماء. ونفي الخراط أن يكون هدف المعارضة السورية هو التدخل العسكري الخارجي في بلاده وإسقاط المزيد من الضحايا الأبرياء,وقال إننا لا نريد تدخلا عسكريا أجنبيا,لكن مانطلبه هو تنفيذ منطقة حظر جوي وبحري في مناطق محددة هي التي توجد فيها قوات منشقة عن الجيش حتي يستطيعوا التحرك بحرية للعمل علي اسقاط النظام بأنفسهم. اللجنة العربية تزور دمشق قريبا القاهرة أ ش أ:تقوم اللجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية بزيارة مرتقبة إلي دمشق قريبا لمتابعة تنفيذ الخطة العربية بشأن الإصلاح التي وافقت عليها سوريا. وقال دبلوماسي عربي ان وزراء الخارجية العرب رصدوا مبلغ مليون دولار لتغطية الأنشطة ذات الصلة بالمهام الموكلة للأمانة العامة للجامعة العربية لمتابعة تنفيذ الخطة العربية. ومن ناحية أخري أكد عضو المكتب التنفيذي للمجلس الوطني السوري المعارض الدكتور سمير نشار أن المجلس عرض علي الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي الدخول في مفاوضات مع النظام السوري لانتقال السلطة إلي نظام ديمقراطي وتنحي بشار الأسد. وقال نشار اننا لم نتحدث مع الأمين العام عن حوار مع النظام, وفقط عرضنا الدخول في مفاوضات لانتقال السلطة من نظام استبدادي إلي نظام ديمقراطي, وطالبنا بتنحي بشار الاسد عن السلطة'.