بين تهديدات بشار الأسد بزلزال من شأنه ان يحرق المنطقة بأسرها إذا حدث تدخل عسكري غربي في سوريا, ودعوة حمد بن جاسم رئيساللجنة الوزارية العربية ورئيس الوزراء القطري النظام السوري إلي اتخاذ خطوات ملموسة لتجنب عاصفة كبيرة في المنطقة. تطفو علي السطح تساؤلات كثيرة حول أسباب الثقة الكبيرة التي يتحدث بها الرئيس السوري, وحقيقة الموقف الدولي من اتخاذ إجراءات رادعة قد تصل إلي التدخل العسكري لحماية السوريين من بطش نظام البعث. فمن الواضح أن حكومة الأسد تسعي لمجموعة من التغييرات المحدودة التي تبقي علي النظام كما هو, مع التركيز علي سحق ما تبقي من حركة الاحتجاج بالقوة, وتراهن في الوقت نفسه علي مجموعة من المعطيات التي توفر لها أسباب البقاء, منها تخوف الأغلبية الصامتة في سوريا من حدوث حالة فوضي ضخمة في البلاد إذا سقط النظام الحالي تقضي علي الأخضر واليابس, الأمر الذي يحول دون انضمام هذه الأغلبية حتي الآن إلي المعارضة المطالبة بإسقاط النظام. إلي جانب اقتناع الأسد بأن الولاياتالمتحدة أو أوروبا لن تقدم علي أي عمل عسكري ضد سوريا رغم التصريحات العدائية المعلنة لأن سقوط نظام البعث قد يؤدي إلي نشوب حرب إقليمية مع اسرائيل وتدخل إيراني مباشر أو عبر حزب الله, مع نشوب نزاعات عرقية وطائفية تنسف محاولات الاستقرار في الشرق الأوسط وتهدد المصالح الغربية. علاوة علي أن تقديرات المراكز البحثية الإسرائيلية تري أن بقاء النظام السوري الحالي أفضل لإسرائيل لأنه لا يشكل أي خطر مباشر عليها, بينما سقوطه قد يؤدي إلي سيطرة عناصر متشددة علي الحكم أو زيادة النفوذ الإيراني داخل سوريا, وهذه التقديرات تعني أن الإدارة الامريكية لن تخاطر بأمن اسرائيل وتسهم في تغيير النظام السوري بالقوة. وقد يوافق النظام السوري علي المطلب العربي بالتحاور مع المعارضة لتخفيف الضغوط عليه, لكن الحوار سيكون مجرد هدنة قبيل الزلزال أو العاصفة. المزيد من أعمدة فتحي محمود