بعد الاكتساح الإسلامي للانتخابات التونسية, أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن واشنطن لن تحكم علي الأحزاب أو المجموعات الإسلامية من خلال ما يقال عنها, ولكنها ستحكم عليهم من خلال ما ستفعله. وأوضحت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند أن الأحزاب الإسلامية يتعين عليها أن تعمل علي دعم حقوق الإنسان العالمية والمباديء الديمقراطية وتكافؤ الفرص لجميع المواطنين بمن فيهم النساء والتسامح والتنوع والوحدة, وأكدت أن هذه العناصر ستكون أساسا للحكم الأمريكي علي الإسلاميين. فيكتوريا نولاند - المتحدثة باسم وزارة الخارجية الامريكية جاء ذلك في رد أمريكي علي تساؤل حول ما إذا كانت واشنطن قلقة مع صعود أحزاب إسلامية أو الإسلاميين في الشرق الأوسط, وما إذا كان ذلك يمكن أن يسبب مشاكل للسياسة الأمريكية في المستقبل, أم أنها ستضطر إلي التعامل مع الأحزاب الإسلامية مثل جماعة الإخوان المسلمين, وبخاصة بعد فوز حزب النهضة في تونس, وإعلان رئيس المجلس الإنتقالي في ليبيا عن عدم تطبيق أي قوانين تخالف الشريعة الإسلامية. جاءت تصريحات نولاند في الوقت الذي أكد فيه سامح شكري سفير مصر لدي واشنطن أن وجهة التحولات في مصر هي التي سوف تحدد مستقبل الشرق الأوسط في مرحلة ما بعد الثورة المصرية. وقال السفير المصري- في كلمة أمام المؤتمر السنوي للمجلس الوطني للعلاقات الأمريكية- العربية بواشنطن-: إن التحولات الحالية التي تشهدها المنطقة تعكس رغبات الشعوب في الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة, مشيرا إلي أن النموذج المصري يعول علي نجاحه الجميع, لما يمثله من أهمية خاصة في سياق الدور المحوري لمصر وما تمثله من ركيزة اساسية في الوجهة المستقبلية للمنطقة. وأكد شكري في جلسة حضرها لفيف من السياسيين والأكاديميين ورجال الأعمال أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة والحكومة المصرية يسعيان لتحقيق أهداف الثورة وحمايتها بغية الوصول إلي بر الأمان, مستعرضا الخطوات الديمقراطية التي ستمر بها مصر التي ستشهد انتخابات برلمانية الشهر المقبل, ثم عملية كتابة دستور جديد والاستفتاء ثم انتخابات الرئاسة. كما أكد للنخبة السياسية والاقتصادية من الأمريكيين والعرب أن قيادة البلاد ملتزمة بالانحياز للشعب المصري وتسليم السلطة إلي حكومة مدنية, وأن ما تشهده مصر اليوم من حوارات يعكس الروح الجديدة لديمقراطية صحية تعتمد علي إبراز المواقف والجدل الإيجابي, وصولا إلي توافق حول الأصلح للبلاد والشعب المصري. وأشار إلي أن الحكومة المصرية تعمل مع الشركاء الدوليين من أجل تحقيق طفرة اقتصادية, مؤكدا أن العلاقات المصرية- الأمريكية في الصعيد الإقتصادي تشهد تنسيقا عاليا, مشيرا إلي ما أعلنه الرئيس الأمريكي باراك أوباما من حزمة مساعدات في إبريل الماضي. فرانكو فراتينى - وزير الخارجية الايطالى وشدد شكري علي استمرار رعاية مصر للسلام والإستقرار في المنطقة بما في ذلك معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل وكافة الإتفاقيات الدولية, وهو الالتزام الذي أعلنه المجلس الأعلي للقوات المسلحة انطلاقا من حرص مصر الدائم علي صيانة السلام وحمايته في منطقة الشرق الأوسط. وفي روما, وفي السياق نفسه, حذر وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني الغرب من عدم الفهم الصحيح لواقع الدول العربية التي تمر بتحولات ما يعرف بالربيع العربي, وطالب باحترام تمسكها بالشريعة لنظمها الجديدة في ليبيا ومصر وتونس. وحذر وزير الخارجية الإيطالي الغرب- أوروبا والولايات المتحدة- من الاستمرار في تبني الصور النمطية في تعامله مع الشريعة الإسلامية أو الأحزاب العربية التي تختار الشريعة كمنهج لها, مضيفا في تعقيبه علي التطورات التي شهدتها تونس وليبيا أنه يتعين علي أوروبا أيضا العمل من أجل النجاح في فهم التغير الجاري من أجل تجنب أن يلي الربيع العربي خريف إسلامي. وأوضح وزير الخارجية الإيطالي أن مواجهة تحول الربيع العربي إلي خريف اسلامي يتوقف كثيرا علينا كأوروبيين في امكانية استيعاب التغيير مع الاحترام تجاه بلدان شكل الفقه الاسلامي دائما قاعدة النظام الدستوري لديها مثل مصر.