المشهد السياسي المصري الحالي يثير الاسي والحزن والاحباط.. مناخ ملوث كله اتهامات واتهامات متبادلة.فقد شوهنا سمعة الثوار الذين نظموا ونسقوا وقادوا ثورة25 يناير وخوناهم.. قررنا ان نجري الانتخابات البرلمانية. واتهمنا حركة6 ابريل والجبهة الوطنية للتغيير وغيرهما من القوي السياسية التي قادت ونظمت الثورة بالعمالة والخيانة تمهيدا لحرمانهم من الانتخابات. وهكذا.. اصبح كل من ينتقد الطريقة التي تدار بها المرحلة الانتقالية اما خائنا او متآمرا! فالبرادعي متآمر وناصر عبد الحميد وشادي الغزالي حرب واحمد ماهر وخالد تليمة ومصطفي النجار وغيرهم من شباب الثورة خونة ويتلقون اموالا من الخارج بل وتلقوا تدريبات علي الثورة بتمويل امريكي في صربيا والبوسنة!!.. وعلاء الاسواني وابراهيم عيسي وبلال فضل وعبد الحليم قنديل ويسري فودة وريم ماجد وغيرهم من الكتاب والمثقفين هم متآمرون ويتلقون اموالا من الخارج! ولم نترك احدا دون تهمة بالحق او بالباطل ودون ادلة حتي اصبح كل المصريين دون استثناء ملوثين بتهمة ما. وهو ما افسد المشهد السياسي وافقد المصريين الثقة في الامل في التغيير بعد9 اشهر من الثورة التي حلقت بامال الشعب الي عنان السماء! من المؤكد ان برلمان الثورة لن يضم احدا من ثوار التحرير او ربما القلة منهم اللذين لن يكون لهم تأثير في القرار السياسي او في صياغة الدستور الجديد الذي سيكون المهمة الرئيسية له.. ومن المرجح ان تفوز نفس الاحزاب الكرتونية والقوي السياسية التي تعاونت وتعايشت مع نظام مبارك. ونتيجة لهذا الغموض في المشهد السياسي المصري.. احجم عدد كبير من المحترمين من اساتذة الجامعات والمحامين والثوار وغيرهم عن خوض تلك الانتخابات حتي تتضح معالم الصورة. وهكذا بدلا من ان نخطو في اتجاة تحقيق اهداف الثورة اذ بنا نصر علي بقاء نظام مبارك ومؤسساته ولتتأكد مقولة اننا اسقطنا رأس النظام ولكن النظام بكامل مؤسساته مازال كما هو. هل شاهدتم او تابعتم انتخابات الجمعية التأسيسية التي جرت يوم الاحد الماضي في تونس؟ وهل رأيتم كيف تمت اول انتخابات حرة ونزيهة في تاريخ تونس؟ لم نشاهد اعمال عنف.. وجرت العملية الانتخابية بسلاسة ورقي لايحدث في كثير من دول العالم المتقدم وحظيت باشادة العالم بنزاهتها..وشارك90% من الناخبين وهي نسبة لاتتحقق في اعرق الديمقراطيات وتعكس شعور التونسيين بالثقة في ان اصواتهم اصبح لها قيمة ويمكنها ان تغير بالفعل..! لماذا تتسم خطوات تونس بالشفافية والوضوح مقابل الفوضي والغموض اللذين يسيطران علي المشهد السياسي المصري؟ هل فعلا سوف نتمكن من اجراء انتخابات حرة ونزيهة وبلا عنف كما فعلت تونس؟ المعلومات تقول بان اجهزة الامن والشرطة العسكرية يقومون حاليا بجمع البلطجية من كل المدن والاحياء تمهيدا للانتخابات وكل ما نأمله ان نري انتخابات حرة ونزيهة ليس علي طريقة نزاهة وشفافية الحزب اللاوطني المنحل-وبلاعنف ايا ما كانت النتيجة! المهم ان تنتهي المرحلة الانتقالية في اقرب وقت. المزيد من أعمدة منصور أبو العزم