لابد من يوم معلوم ترتد فيه المظالم: أبيض علي المظلوم, أسود علي الظالم..حكمة بالغة قالها ابن عروس قبل مئات السنين ولم يستوعبها الطغاة, فملأوا الأرض ظلما وجورا ولم يفكروا الا فيما يضمن بقاءهم في السلطة ولو علي جثث شعوبهم..اكتفوا برياء ونفاق القلة من المنتفعين حولهم واعتبروا بقية الشعب عبيد احساناتهم يقتلون منهم من لا يروق لهم ويسيمون آخرين سوء العذاب في معتقلاتهم مجبرين الناس علي الرضا بما يقسمونه لهم. أحدث مثال هو القذافي طاغية ليبيا الذي قتل شر قتلة بعد أن جثم علي صدور أبناء شعبه اثنين وأربعين عاما بدد خلالها أمواله الوفيرة علي مغامراته الخارجية ومشاريعه الداخلية الفاشلة سعيا وراء زعامة وهمية ولتسليط الأضواء علي شخصيته الفريدة, وما تبقي وضعه في حسابات الأسرة بالخارج ليتمتع هو وأولاده بالنعيم والحريم, بينما الغالبية العظمي من الليبيين لا يجدون المسكن أو العلاج أو التعليم الذي يليق بشعب لا يتعدي ستة ملايين نسمة وعائدات دخله من البترول وحده في عهده الميمون ثلاثة آلاف مليار دولار! لم يكن حرمان الليبيين من حقوقهم الأساسية سواء مقومات المعيشة أو الحريات السياسية هو فقط ما فرضه القذافي عليهم, بل زاد عليه بالتقتيل والتعذيب والتغييب وراء الشمس بحيث تظل أسرة الضحية معذبة طوال حياتها لا تعلم ان كان حيا أم رحمه الله بالموت. أبلغ دليل مذبحة سجن بو سليم الجماعية التي راح ضحيتها ألف ومئتا معتقل أطلقوا عليهم النار لمجرد أنهم طالبوا بتحسين ظروف سجنهم ولم يطالبوا بالإفراج عنهم أو حتي معرفة سبب الزج بهم في الجحيم. هذا مشهد واحد فقط مما حدث في عهد القذافي الذي تشدق كثيرا بأن شعبه يحبه ويريده أمد الدهر, لكن انكشف زيفه عندما خرج الليبيون الي الشوارع يزغردون محتفلين بقتله في يوم أبيض علي المظلوم, أسود علي الظالم ودرس متكرر لكل ظالم يتمترس في السلطة سافحا دماء شعبه غير متعظ حتي بالحديث الشريف:اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب!. المزيد من أعمدة عطيه عيسوى