مات الذي كان واحدا ممن نشتري الصحيفة التي يكتب بها من أجله!! هكذا كان التعبير التلقائي الذي رد به علي أحد قراءه لمعرفتي بإدمانه متابعته في أي مقرؤه يكتب فيها مصرية أو عربية!! كان الراحل الكبير من أشد الحكائيين جاذبية مبهجة ومثمرة مغلفتان بالتشويق مبهجة حكاياته لأنها تسرد بفكاهيه لا تزيد فيها ولا تعد علي صاحبها ومثمرة لأنها دائما ما تنتهي بحكمة فلسفية بحكم أنه فيلسوف محض أو أديب فليسوف دراسة وممارسة والتشويق يجيء من خلجاته وسكناته وحركاته وهو يؤدي حكايته أو نادرته أو طرفته أو مليحته!! أما عن تشبيهاته التي غالبا ما تعطي الرأي القاطع في صاحبها تحدث ولا حرج لأنها قد تكون مصادره شاملة كل جوانب صاحب الشخصية التي يشبهها بألة أو ظاهرة كونية أو حتي بالابرة التي لا ظل لها رغم كونها حادة شاكة كان يشبه شخصية صحيفة كبيرة بأنه كالابره لا ظل لها لكونها رفيعة جدا جدا!! وعندما نقلت له أننا كنا نهاجمه طلابا في الجامعة في سبعينيات القرن الماضي لكونه يجعلنا لا نقرأ أي كتاب أو مرجع كتب مقال في موضوعة أو قضية إذن فهو محرضنا عن الانصراف عن القراءة والمطالعة لكونه لا يترك شاردة أو واردة, فيما يكتب رغم محدودية سطوره ووحدة ودقة عباراته له تعبيرات غير الواقعة التي ينشرها غالبا في عموده بأهرامنا كل يوم جمعة إلا أنه في بعضها ربما يستمدها من قراءاته الايمانية الخالصة المجددة من هوي الفلسفة ونزعة الوجودية التي اعتنقها في مرحلة متقدمة في بداياته الأولي كفلسفة العصر أو لإعجابه بإدبائها الصالة خاصة سارتر وكامي وراعيتهم الدبيبة اللدي لهم سيمون دي بوليفار الفرنسية الأصل والهوي والنزعة الوجودية الأصيلة في صورتها العملية!! قال لي لحد بكائي: يا أحمد الأم هي الوعاء والأب أبا بالصدفة!! فدعوت لأمي بطول العمر عرفانا لها وحبا في ربيع قلوبنا.. القرآن العظيم الذي أقرأه تلاوة ليغفر ا لله له ويسكنه جنته!!