ما هو الدور الذي يقوم به مراقب المباراة وما هي حدود سلطاته وكيف يدون التقرير الذي يقدمه ويكون مستند ادانة أو برأة لأحد اللاعبين أو الأجهزة الفنية الذي يقوم بمراقبة لقائهما, ومن المعروف أن مراقب المباراة تكون له سلطة رقابية علي أداء الحكام ولكن لا يملك أي سلطة علي قراراتهم التي يتم اتخاذها خلال سير المباراة التي يراقبها, ومع زيادة اللغط وكثرة الأحاديث حول الأخطاء التحكيمية والتي يلمح بعضها إلي تعمد بعض الحكام إلي تمرير قرارات بعينها لأحد الفرق لمساعدته بطريقة أو بأخري, لم نسمع في أحد التقارير بأن هناك أدانة لحكم أو مساعد حكم رغم وجود مئات الأخطاء التي يقع فيها الحكام. وإذا وضعنا في الأعتبار أن الأخطاء التحكيمية جزء من اللعبة واثارتها فأن السكوت علي الخطأ هو الخطأ الأكبر فلا يمكن أن تنجح مسابقة دون أن تكون كل أطرافها علي مستوي الأحترافية, وليس من المعقول أن تطالب الجماهير أنديتها بالبطولات والأنتصارات وتدفع ادارات الأندية عشرات الملايين من الجنيهات لضم الأفضل ثم تجد في النهاية حكما قليل الخبرة وكثير الأخطاء يهدر عليها جهد موسم كامل والأمثلة كثيرة ومكررة كل موسم, ولعل أخر الأمثلة والتي لا حصر لها هدف بتروجيت الأول في مرمي الأهلي في الجولة الثانية فكان من تسلل واضح وهدف المحلة في مرمي الزمالك من تسلل كما احتسب حامل الراية في المباراة ذاتها هدفا لم يقترب من المرمي من قريب أو بعيد لعمرو زكي وستتعدد الأخطاء ولن ينصلح حال الحكام طالما ليس هناك عقاب واضح أو تقويم للأداء ولا حتي للمراقب الذي لا نعرف له دورا في الدوري المصري اللهم إلا كل من ليس له عمل في الإتحاد يتم تحويله لدائرة مراقبي المباريات. وقبل أن نحاسب الحكم ومراقب المباراة نضع أولا مهام المراقب في نقاط بسيطة وملخصة يعرف مراقب المباريات والحكام بأنه خبير يصدر ويتخذ القرار الملائم طبقا لأداء وسلوك الحكم والحكام المساعدين والحكم الرابع حسب معايير مصاغة تحددها لجنة الحكام الرئيسية بحيث يتم صياغة استمارة لتقييم الأداء التحكيمي حتي يكون الأمر أقرب إلي الموضوعية والإبتعاد عن الأهواء الشخصية للمراقب, ويتطلب وجود رصيد من الخبرة للمراقب وكثير من النزاهة آخذا بعين الإعتبار النقاط الإيجابة مع تمييز الإخطاء والمخالفات وتقييم الآداء الفني وكتابة تقرير وإعطاء ملخص للمباراة مع الإشارة إلي درجة صعوبة المباراة وتطبيق قانون اللعبة والسيطرة علي المباراة والتعامل مع اللاعبين ومستوي اللياقة البدنية وتوظيفها لخدمة مجريات المباراة والتعاون والإتصال مع الحكام المساعدين. معني ذلك أن لمراقب المباراة دورا محوريا كبيرا في تحديد الأخطاء وكشفها حتي يتسني للحكام اصلاح أخطائهم, ومن أهم الواجبات التي تقع علي عاتق المراقبين هو ما يدور خارج المستطيل الأخضر سواء سلوك الأجهزة الفنية وتعاملها مع الحكام والسلوك الجماهيري وما قد ينتج عنه من شغب. وما يجعل هذا الدور غائبا أن المراقبين لدينا في الدوري يتم اختبارهم علي الكيف وهم انفسهم غير مؤهلين لهذا الدور كما أن من بينهم من يتلون بألوان الأندية الجماهيرية ولا يسعي للفصل ما بين العمل الاحترافي والواجب وضمير المهنة وما بين أنتمائه لنادي ما وهذه النقطة تنطبق أيضا علي الحكام. وللأسف تحول مراقبي المباريات في الدوري إلي مجرد عداد لمعرفة عدد الشماريخ التي تم أشعالها بين الجماهير وعدد مرات السباب أو الخروج عن النص, صحيح أن مراقبة تصرفات الجماهير ضرورة لكن الأهم أن تنصب مهام المراقب فيما يدور داخل الملعب, فالشكوي من مستوي الحكام طال كل الفرق الكبيرة والصغيرة والأخطاء واضحة وضوح الشمس في السماء لكن تتحجج لجنة الحكام بأن عقوباتها تكون غير معلنة.. لماذا ؟ لا نعرف! وللعلم لا يوجد أي عقوبات علي الحكام المخطئين. وما أكثر المشكلات التي تحدث داخل الملعب ولا يتم تدوينها ويتم تجاهلها عن عمد سواء في تقرير الحكام أو المراقبين, وهناك من الحكام ما يشتكي سلوك أحد اللاعبين الخارج وعندما تقرأ تقريره تجده خاليا من أحداث الواقعة التي يتحدث عنها, وبالعكس في تقرير المراقبين, رغم خطورة تقاريرهم والتي قد تؤكد عقوبة ما أو تغلظها علي الخارجين عن اللوائح. ولا أحد يعلم لماذا وكيف يتم اختيار المراقبين, وما هي مؤهلاتهم وخبراتهم وهل هناك دورات لتأهيلهم ثم لماذا يتم الاعلان عن هوية المراقب قبل المباراة, ومن الأفضل أن يظل المراقب مجهول الهوية وأن يجلس في المقصورة يراقب عن بعد ويدون ملاحظاته وقد يكون ذلك نوع من رفع الحرج عن المراقبين مع فرض ما يربطهم من علاقات مع الحكام, ومع تواضع مستوي المراقبين في الدوري ربما نجد مراقب للمراقب في وقت قريب.