صورة مرتعشة..كنا نأمل أن ينهض التليفزيون المصري من كبوته, ويتحرر م ن شرنقة الدولة, ويعود لأهله وناسه. وتحديد الاختصاصات التائهة, والاستعانة بالقامات الإعلامية التي تم تهجيرها, بدلا من العقول السطحية التي تتصدر الشاشة, الطاردة للمعلن والمشاهد. لم يتردد وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف (نزيل سجن طرة) في إقالة رئيس القناة الأولي أواخر التسعينات بعد أن اذيع بالخطأ وفاة فريد شوقي وهو علي قيد الحياة, معتبرا الخبر انذارا خطيرا لأنه كشف عن سهولة اختراق التليفزيون, لسان حال السلطة, بالإضافة إلي ما أحدثه من بلبلة وآثار سلبية لدي الفنان وجمهوره. فما بالنا بمن عمل علي تكدير السلم العام وكاد يقذف بمصر إلي أتون حرب أهلية, بسبب الضحالة المهنية وضياع المصداقية, فلم يفلح التليفزيون في نقل صورة حيادية لأحداث وقعت تحت اقدام ماسبيرو ليلة الأحد الدامي, خلط المذيعون بين الخبر والتخمينات والإملاءات, بسبب تصرف لا يخلو من حسن النوايا, بقيام أحد الشخصيات بتسريب خبر الفتنة, رفضت المذيعة الإفصاح عن اسمه, وتكتمل الصورة المرتعشة واللامبالاة بتأكيد إبراهيم الصياد رئيس قطاع الاخبار أنه ليس لديه علم بهذه الشخصية! أين رئيس التليفزيون وسط هذه الاحداث, التي تصدرها وزارة الإعلام!. منتهي السخرية ان تنطلق صيحات الإشادة بالتلفزيون, بأخطائه, واتهام منتقديه بانتزاع ريادته, أي ريادة لجهاز يعاني ضعفا مهنيا مزمنا, نحن نتطلع لاسترداد عافيته, علي أن يعلي كلمة الحق وليس كلمة الدولة, والتواصل مع الناس, كانت لديه فرصة ذهبية لو تابع عناق القلوب التي أنجبت الشهداء, أم خالد سعيد وأم مينا دانيال, الدماء التي اشعلت الثورة والدماء التي سالت علي أبواب ماسبيرو. المزيد من أعمدة سمير شحاته