حقيقة مؤلمة سوف تعرض حياة مرضي الأورام والفشل الكلوي وانيميا البحر المتوسط وحالات الحوادث للخطر بعد أن أوشك رصيد بنك الدم بالمنيا علي النفاد بسبب اضراب الموظفين المؤقتين في حملات التبرع بالدم عن العمل . منذ يوم الثلاثاء الماضي للمطالبة بتثبيتهم وصرف الحافز بنسبة200 % ورغم قيام الأطباء ببنك الدم بدور التمريض في التعامل مع المتبرعين الذين يحضرون الي بنك الدم استجابة لنداء المسئولين بالبنك للتبرع فإن الكميات الواردة من المتبرعين وصلت الي النصف أي أن بنك الدم الذي كان يصل اليه50 كيس دم يوميا يصل اليه الآن من20 إلي25 كيسا مما يؤثر علي المخزون الاستراتيجي لفصائل الدم المختلفة بالبنك. الأزمة ألقت بظلال قاتمة علي المرضي الذين يحصلون علي أكياس دم بانتظام ودون طلب تبرع منهم حيث يقول والد طفلة مريضة بأنيميا البحر المتوسط ان حياة طفلته معرضة للخطر بسبب توقف حملات التبرع بالدم الخارجية. الدكتور أحمد سيف مدير المركز الاقليمي لنقل الدم بالمنيا يقول إن المشكلة بدأت عندما تسلمت صورة مذكرة من المركز القومي لنقل الدم مرسلة من الجهاز المركزي للتنظيم والادارة وموجهة الي رئيس الأمانة العامة للمجالس الطبية المتخصصة تتضمن موافقة الجهاز علي تثبيت عدد346 متعاقدا ممن أتموا3 سنوات بمراكز خدمات نقل الدم علي مستوي الجمهورية, وتم اعلان المذكرة لجميع المتعاقدين واعطاء نسخة لمن يطلبها فقام عدد من المتعاقدين بالذهاب الي وزارة المالية لمطالبتهم بتنفيذ القرار وتوفير الاعتماد المالي وكان الرد: الورقة دي تبلها وتشرب ميتها والجهاز المركزي للتنظيم والادارة بيضحك عليكم فقرر العمال المتعاقدون الاضراب عن العمل وفشلت محاولات اقناعهم بالاستمرار في العمل لحين صدور تعليمات جديدة وتنفيذ القرار المتضمن مذكرة الجهاز المركزي للتنظيم والادارة بتثبيتهم. ولمواجهة العجز الشديد في رصيد بنك الدم والكلام علي لسان الدكتور أحمد شفيق قمت بالاتصال بالجمعيات الأهلية لمناشدة المواطنين الحضور الي مقر البنك للتبرع حيث قامت جمعية رسالة بتقديم15 كيس دم كما قام منصور رسلان بادارة التضامن الاجتماعي بالمنيا بارسال اشارة الي الجمعيات الأهلية لدعوتهم للتبرع بالدم داخل بنك الدم وأن هذه الحملات قد أثمرت تدبير نحو نصف الكميات التي كان يتم توفيرها من خلال حملات التبرع الخارجي التي توقفت بسبب اضراب المتعاقدين عن العمل ولكن رصيد البنك يتناقص وهناك فئات من المرضي تحصل علي أكياس الدم بصورة منتظمة وبدون تدبير متبرع مثلهم مثل حالات الأورام والفشل الكلوي وأنيميا البحر المتوسط بالاضافة الي اعتماد10 مستشفيات بمحافظة المنيا علي بنك الدم الاقليمي اعتمادا كليا حيث لايوجد بهذه المستشفيات أي بنوك دم. المأساة كما يرويها أحد آباء مريضة بانيميا البحر المتوسط رفض ذكر اسمه يقول ذهبت الي بنك الدم بالمنيا لتسلم كيس الدم المقرر لابنتي فوجدت اضراب الموظفين القائمين بحملات التبرع الخارجي فقلت لهم اضرابكم عن العمل سوف يؤثر علي حياة ابنتي الطفلة التي يعتبر كيس الدم بالنسبة لها هو الأكل والشرب فرد أحدهم بدون اهتمام وأيه يعني لما تموت.. لازم كام واحد يموتوا علشان وزير المالية يتحرك ويتم تثبيتنا ورد آخر قائلا احنا أولادنا هيموتوا من الجوع لو لم يتم تثبيتنا. أصحاب الأزمة أو المشكلة يدافعون عن موقفهم واصرارهم علي الاضراب عن العمل فيقول طلب محمود تعاقدت عام2005 وأنا متزوج وأعول طفلين وراتبي380 جنيها فهل يكفي هذا المبلغ لسداد ايجار وسكن ومأكل وعلاج ومواصلات لقد وصلنا الي طريق مسدود مع جميع المسئولين فقد قمنا بالاضراب يوم5 سبتمبر وتدخل محافظ المنيا ووكيل وزارة الصحة ووعدوا بحل المشكلة وقد حصلنا علي صورة مذكرة تفيد تثبيت346 متعاقدا ببنوك الدم بالمحافظات من الذين مضي علي عملهم3 سنوات ولكن المسئولين في وزارة المالية قابلوا المذكرة باستهزاء فمن نصدق مذكرة الجهاز المركزي للتنظيم والادارة أم وزارة المالية. وتبقي الأزمة مستمرة حتي اشعار آخر أو بمعني آخر الانتظار لحين نفاد رصيد بنك الدم وتعرض حياة المرضي لخطر حقيقي أو تحرك وزارة المالية لاحتواء الأزمة وتدبير الاعتمادات المالية لتثبيت المتعاقدين.