في محاولة لكسر شوكة القوات الموالية للعقيد الهارب معمر القذافي, أعادت قوات الحكومة الليبية تجميع نفسها لشن هجوم جديد لفرض سيطرة كاملة علي مدينة سرت مسقط رأس القذافي. و أرسلت قوات الثوار المزيد من الدبابات إلي مدينة سرت أمس. واندلع قتال شديد صباح أمس في المدينة بين قوات الثوار وكتائب القذافي.وأفادت قناة ليبيا الحرةأن قوات المجلس تحكم قبضتها تدريجيا علي المنطقة المحيطة بسرت منذ أسابيع في صراع قتل فيه العشرات وتسبب في نزوح الالاف. وذكرت قناة الجزيرة الفضائية أن الثوار سيطروا علي مزيد من الأحياء داخل المدينة وأن الاشتباكات مستمرة بين الثوار والكتائب. ونقلت عن قادة ميدانيين أن السيطرة بالكامل علي مدينة سرت أصبحت وشيكة. وكانت قوات الثوار قد تراجعت أمس الاول لمسافة كيلومترين في وسط سرت بسبب القصف المكثف للقوات الموالية للقذافي. يقولون إن العملية لن تبدأ إلا بعد السيطرة علي سرت. ويقول قادة في المجلس الانتقالي إن مقاتلي القذافي لا يسيطرون الآن إلا علي منطقة مساحتها نحو700 متر من الشمال الي الجنوب ونحو5,1 كيلومتر من الشرق الي الغرب وهي منطقة سكنية. والقناصة المختبئون في المباني هم أكبر عقبة تعترض طريق السيطرة علي سرت. وتستخدم الدبابات في قصف المباني من مسافة قريبة وإخراج القناصة منها.وإلي جانب الدبابات استعدت عشرات الشاحنات وأفراد المشاة للمعركة أمس. واستقبل مستشفي ميداني قتيلين من مقاتلي المجلس الوطني الانتقالي و23 مصابا أمس الاول. وقال أطباء إن أحد القتيلين سقط بينما كان ينقل الطعام إلي المقاتلين علي الجبهة. وقال قائد في المجلس إن قوات القذافي المحاصرة لم تعد تستخدم الاسلحة الثقيلة وإنه يبدو أنها فقدت تماسكها كقوة قتالية. وأضاف القائد.. لاحظنا الآن أن كل واحد منهم يقاتل دفاعا عن نفسه. حاولنا أن نقول لهم كفي وأن ننصحهم بالاستسلام لكنهم لم يفعلوا. وعثرت قوات الحكومة علي25 جثة في أكياس بلاستيكية بالقرب من مركز القتال في سرت واتهمت قوات القذافي بأنها نفذت أعمال قتل تقرب من الاغتيالات. وشاهد فريق من رويترز خمس جثث كانت بملابس مدنية وقيدت أيادي أصحابها وراء ظهورهم وبها آثار إطلاق نار في الرأس. لكن مع اقتراب المعركة من أجل السيطرة علي ليبيا إلي نهايتها كما يأمل المجلس وحلف شمال الاطلسي تتطلع الحكومة الجديدة والحلف الذي ساعد علي الاطاحة بالقذافي إلي عودة الامور إلي طبيعتها. ووقعت الحكومة المؤقتة الليبية وحلف شمال الاطلسي اتفاقية أمس الاول لفتح ممرات جوية فورا للرحلات المدنية الدولية من بنغازي ورحلات داخلية بين ثاني أكبر المدن الليبية وطرابلس ومصراتة. وهذا جزء من الخطوة الأولي لرفع حظر الطيران فوق ليبيا الذي فرضه حلف شمال الاطلسي بعدما بدأ القذافي هجوما عسكريا علي المحتجين الذين يطالبون بإنهاء حكمه. و في واشنطن, سلطت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الضوء علي الحملة التي أطلقتها الولاياتالمتحدة لتعقب وتدمير صواريخ أرض- جو التي لاتزال توجد في بعض مخازن الأسلحة التابعة لنظام العقيد المخلوع معمر القذافي خشية سيطرة الإرهابيين عليها وشن هجمات ضد طائرات الركاب المدنية, وذلك من خلال إيفاد خبراء عسكريين أمريكيين إلي ليبيا في أقرب وقت ممكن للإشراف علي تنفيذ الحملة بنجاح. ونقلت الصحيفة- في سياق تقرير أوردته علي موقعها الالكتروني أمس- عن مسئولين في وزارة الخارجية الأمريكية قولهم إن إرسال خبراء عسكريين إلي ليبيا يعد جزءا من برنامج أطلقته واشنطن, وخصصت له ميزانية تقدر بنحو30 مليون دولار أمريكي, يستهدف تأمين الأسلحة الليبية وعدم سيطرة الإرهابيين عليها في أعقاب الصراع العنيف الذي شهدته البلاد طيلة الأشهر الماضية. وأشارت الصحيفة إلي أن تلك الحملة تعد الأكبر في تاريخ الولاياتالمتحدة للقضاء علي الأسلحة منذ حملاتها العسكرية في العراق وأفغانستان, لافتة إلي ما قاله المسئولون بأن الآلاف من الكتيبات الصغيرة المكتوبة باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية ستسلم إلي الدول المجاورة إلي ليبيا لتوفير المعلومات التي من شأنها أن تساعد قوات حرس الحدود في تلك الدول علي إكتشاف الصواريخ المتتبعة للحرارة.