تعد الحرية من اهم العوامل الاساسية التي تساعد في تقديم رسالة اعلامية ذات مصداقية مما يجعلها تحظي بالقبول لدي قطاعات الجماهير المختلفة. وعلينا ان نحرص دائما علي تمتع مختلف وسائل الاعلام في بلادنا بالحرية حتي تمارس عملها علي افضل الوجوه,وحتي تستطيع ان تعبر عن تطلعات الجماهير وتقدم جميع وجهات النظر في المجتمع. ويضاف الي ذلك ان التشريعات الاعلامية يجب ان تدعم وسائل الاعلام في اداء وظائفها وبدون قيود عليها. ولكن علي الجانب الآخر وفي اطار دعم الحريات الاعلامية ينبغي التأكيد علي ان الحريات التي تمارس بها القنوات الفضائية لاتعني استباحة كل شييء دون ضابط او رابط اونظام يحكم الممارسات الاعلامية لهذه القنوات, لقد لوحظ من خلال الممارسة الاعلامية في مرحلة مابعد ثورة25 يناير ان بعض القنوات الدفضائية الخاصة تعمل وفقا لمصالح اجندات معينة ومصالح ضيقة ولا يهمها بشكل او بآخر مايرتبط بمفاهيم المسئولية المجتمعية في الممارسات الاعلانية وينبغي التأكيد هنا علي ان الاعلام من خلال الفضائيات لاينبغي ان يكون هدفه التلهية او التسلية اوتسطيح العقل اوتزييف الوعي, ولكن هذا الاعلام يجب ان يستفاد من قدراته في تشكيل الملامح الحضارية للانسان في المجتمعات العربية. مااحوجنا ان نستخدم هذه الفضائيات في بناء عقل عربي مستنير وانسان عربي منتم لقيمه وتاريخه وتراثه, وانسان عربي مشارك في بناء مجتمعه ويشعر بقضاياه ومشكلاته, وإنسان عربي يقبل التحدي وقادر علي المنافسة مع الآخرين, واضافة الي كل ذلك وانسان عربي منتمي لقيمه وتاريخه وتراثه وإنسان عربي مشارك في بناء مجتمعه ويشعر بقضاياه ومشكلاته,وانسان عربي يقبل التحدي وقادرعلي المنافسة مع الآخرين, واضافة الي كل ذلك انسان عربي منتم لحضارته التي يفخر بها. انني اود ان اؤكد هنا علي ضرورة ان تكون مصالح الانسان والوطن هي الهدف الاساسي الذي تعمل من خلاله جميع القنوات الفضائية المصرية والعربية, ويكون ذلك من خلال تقديم المضامين الجيدة التي تتحلي بالمصداقية, وعلينا ايضا استخدام خطاب يراعي آداب الحوار ويدعم الممارسة الديمقراطية وقبول الآخر بالإضافة الي مشاركة المواطنين بكافة اطيافهم السياسية في مناقشة كافة القضايا والمشاكل المجتمعية بشرط ان تكون مناقشة جادة وفاعلة ومتعددة الرؤي ولاتبغي الا الصالح العام للمجتمع. مع ضرورة عدم ترك الامر لأشخاص غير متخصصين وعدم استخدام لغة الإثارة والابتذال والاتهامات والصراخ والمبالغة والتهويل ونشر الفوضي والجهل لانها جميعا تسيء لمجتمعنا. وقد يتساءل البعض هل انت مع اغلاق بعض القنوات الفضائية اذا ماخرجت عن القواعد المهنية او قامت بالخروج علي النظام العام للمجتمع ؟ والرد علي هذا انني لست مع اغلاق اية قناة فضائية خاصة اننا في عصر تكنولوجيا الاتصال واصبح اسلوب المنع لايناسب طبيعة العصر, ومايمنع يمكن الحصول عليه من مصادر اخري لكنني مع ضرورة وجود جهاز اعلامي قومي محايد يراقب ويضبط الاداء الاعلامي ويحاسب كل مخطيء فأذا اخطأت القناة تحاسب واذا اخطأ مقدم البرنامج يحاسب وهذا نظام معمول به في كثير من دول العالم المتقدم لان الحرية ليست حرية مطلقة وانما هي تقف عند حدود حرية المجتمع والاخرين من الناس. انني اطالب بإنشاء مجلس قومي للقنوات الفضائية يمثل فيه شخصيات مشهود لها بالكفاءة والنزاهة ومراعاتها للصالح العام ويقوم هذا المجلس بوضع ضوابط الحصول علي ترخيص القناة, وضوابط تتعلق بالممارسة الاعلامية بما لايمس ممارسة الحريات اي انها ضوابط تنظيمية تتعلق بحسن الاداء للممارسة الاعلامية في اطار القواعد والحدود المهنية المتعارف عليها وتقوم هذه الضوابط علي احترام كل من يلتزم بالضوابط المهنية وممارسة الحرية في الاطار الديمقراطي السليم, وفي نفس الوقت محاسبة كل من يسعي الي الاثارة وبلبلة الرأي العام وتزييف الوعي وتسطيح العقل, ولعلي هنا اود ان اشير الي وجود فوضي في الممارسة الاعلامية في الفضائيات خلال المرحلة الماضية وحتي الان ولقد ادت هذه الفوضي الي بلبلة الرأي العام وتزييف الوعي والاثارة وتشويه صورة مصر خارجيا.. إننا جميعا يجب ان نحرص علي نجاح ثورة25 يناير واكتمالها وان يجني الشعب المصري ثمارها. اريد هنا أن أطرح سؤالا مهما هو من الذي سمح بوجود قناة الجزيرة مباشر مصر دون اذن او ترخيص, والقضية في رأيي ليست في الترخيص لانه في الاصل من غير الطبيعي ان يسمح لقناة دولة اجنبية ان تعمل علي ارض دولة اخري ذات سيادة وانا لم اسمع عن مثل هذا الامر في اية دولة من دول العالم والا فلتسمح لنا قطر ودول اخري بإنشاء قنوات النيل علي اراضيها. والسؤال الذي طرح نفسه كيف يمكن لمشاهد ان يصل الي الحقيقة من خلال متابعة لقنوات عديدة لها سياسات واجندات متعددة ؟ والرد علي ذلك ان المشاهد يستطيع ان يصل الي الحقيقة من خلال مصداقية الفناة التي يتعامل معها ومدي التزامها بالقواعد المهنية في العمل الاعلامي وكذلك مستوي وحرفية القائمين علي العمل الاعلامي في كل قناة والأهم من ذلك ارتباط القناة بمصالح المجتمع الذي تعمل فيه وحرصها علي المصلحة العليا للبلاد. المزيد من مقالات د.عدلى رضا