خريطة الدم العربي إلي متي سيستمر الصمت العربي أمام ما تشهده دولنا العربية من استمرار وتصاعد مسلسل إسالة الدم العربي بين أبناء الوطن الواحد في صراع غير مبرر بين قابيل وهابيل والنتيجة هو فقدنا لأعز ما نملك وهي النفس البشرية التي كرمها الله نسعي جميعا إلي قتلها وجرحها في صراعات يمكن أن تحل بالحوار والكلمات وليس بطلقات الرصاص والمدافع وصواريخ الطائرات.. مسلسل إهدار الدم العربي كان هدفه أولا وأخيرا مقاومة الاستعمار الأجنبي بكل صوره وأشكاله ونجحت جميع دولنا العربية بلا استثناء في التحرر وجلاء القوات الأجنبية العسكرية عن أراضيها وحصولها علي الاستقلال باستثناء فلسطين إلا أن الاستعمار رحل عسكريا لكنه سرعان ما خطط وعاد إلي المنطقة من خلال الاستعمار الاقتصادي, واستغلال ثرواتنا لصالحه وللأسف لم يكتف بذلك بل عمل منذ سنوات علي دعم المشروع الإسرائيلي لإذابتنا جميعا من المحيط للخليج في المشروع الصهيوني الأمريكي لإقامة( الشرق الأوسط الكبير) والذي يتطلب إذابة وانقسام الدول الكبري في المنطقة إلي دويلات صغيرة وأن يتم ذلك التقسيم بأيدي أبناء الدولة من خلال إحياء النعرات والخلافات الطائفية والمذهبية والدينية والعرقية.. وغيرها التاريخية, وإشعال خلافاتها من جديد وهو الطعم الذي ابتلعناه جميعا بكل أسف والذي بدأ بتدخلهم بالتحريض لصدام حسين لغزو الكويت ثم الغزو الأمريكي للعراق, والذي لا يزال مستمرا إلي الآن, ومن قبلهم الحرب العراقية الإيرانية, وما نتج عنها من إحياء الخلافات بين السنة والشيعة في المنطقة ومحاولات إيران تسويق قضاياها وخلافاتها عبر بوابة القضايا العربية بتقديم الدعم لحزب الله في جنوب لبنان ومنظمة حماس في غزة تحت دعوي دعمها للمقاومة التي لم تدعم طريق السلام بل وقفت في مواجهته, وذلك في الوقت الذي يقف فريقا السلام والمقاومة الفلسطينية أمام حائط الصد الأمريكي الإسرائيلي الأوروبي. المهم أن خريطة الدم العربي التي أعدتها القوي الخارجية وتعمل علي تنفيذها بكل دقة لتحقيق أهدافهم في القضاء علي ما تبقي من القومية العربية التي أعدتها للحياة ثورات الربيع العربي إلا أنه سرعان ما تحولت هذه الثورات من الربيع إلي الخريف في ليبيا واليمن وسوريا بتصاعد وتوالي الأيام الدامية في مظاهرات الحسم الثوري التي تحصد يوميا أرواح الآلاف من أبناء الشعب العربي من الثوار والمقاومين ومن قوات الأمن والشرطة والفلول والشبيحة والجرذان.. الخ لتتحول الثورات السلمية الشبابية إلي ثورات دموية ليس من أجل مقاومة الاستعمار الخارجي لكن من أجل المطالبة بحياة أفضل وحرية ومساواة وعدالة. المزيد من أعمدة أمين محمد أمين