واصل المئات من أنصار حركة احتلوا وول ستريت التدفق إلي واشنطن حاملين أمتعة النوم صوب ساحة الحرية للمطالبة بما وصفوه بربيعهم الأمريكي مقررين تحويلها إلي نموذج أمريكي لميدان التحرير في القاهرة. وشوهد المئات من أنصار احتلوا وول ستريت وهم يتدفقون إلي العاصمة وهم يحملون أمتعة النوم صوب ساحة الحرية الواقعة بين مبني الكونجرس الكابيتول والبيت الأبيض ووزارة الخزانة, وهم يرغبون في احتلال الساحة للاحتجاج علي الحرب في أفغانستان والآلة الرأسمالية وكذلك الاحتباس الحراري. وجاء المتظاهرون- وهم من دعاة السلام وأنصار البيئة ومحاربين قدامي- من عدة ولايات, وقدموا أنفسهم علي أنهم من حركة أوقفوا الآلة, أنشئوا عالما جديدا. وقالت ليسا سيميون إحدي المنظمات: لقد مضي عام الآن ونحن نعمل علي هذا التجمع, حتي قبل حركة احتلوا وول ستريت. ومنذ ذلك الوقت, انضم إلي التحرك دعاة سلام أتوا يتظاهرون ضد الذكري العاشرة لبدء الحرب في أفغانستان, وقرابة150 جمعية من كافة أنحاء البلاد أيضا. وقال أحد منظمي الحركة من فلوريدا جنوب شرق الناس في هذا البلد محبطون, وأضاف: نحن هنا للمطالبة بحقوقنا الاقتصادية العالمية: الحق في أن يكون لنا مأوي ومهنة وإمكانية تلقي العلاج الطبي مجانا, وقال: نحن أيضا لدينا ربيعنا الأمريكي, معلنا تبنيه إرث الربيع العربي, وقال: كما في شمال افريقيا وإسبانيا أو في اليونان أيضا, نحن هنا للمطالبة بعالم عادل ودائم. وحصل المتظاهرون علي الأذن بالبقاء أربعة أيام في هذه الساحة, لكن البعض أكدوا أنهم يريدون البقاء إلي أن يحدث التغيير. وقالت متظاهرة من مدرسة بولاية ويسكينسون: نحن محبطون من أوباما: هذا الرجل غدر بنا. وفي أول رد فعل له علي هذا التصعيد في الاحتجاجات, اعتبر الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنها تعكس مشاعر الإحباط بين الشعب الأمريكي بسبب الأزمة المالية, وأضاف أن هناك غضبا عاما من أن أولئك الذين ساعدوا في إحداث الأزمة المالية يقاومون الجهود الرامية إلي كبح الممارسات الخاطئة وإعادة تنظيم القطاع المالي. كما حذر أوباما من أن أزمة الديون السيادية في أوروبا قد تؤثر تأثيرا حقيقيا علي بلاده, معتبرا أن من الملح جدا أن يتبني الكونجرس خطته لتوفير الوظائف البالغ قيمتها447 مليار دولار, وأوضح أن الاقتصاد الأمريكي يحتاج إلي دعم قوي وسريع, مشيرا إلي أن المشاكل التي تمر بها أوروبا حاليا يمكن أن ينجم عنها تداعيات سلبية علي اقتصاد الولاياتالمتحدة الذي يعاني من الضعف أصلا. في هذه الاثناء, احتذي وزير الخزانة الأمريكي تيموثي جايتنر بتصريحات أوباما حول الاقتصاد العالمي, حيث حذر هو الآخر من أن أزمة ديون أوروبا قد تلحق ضررا بالغا بالاقتصاد الامريكي, وحث أوروبا علي تعزيز آليتها للإنقاذ. واستمرارا للصورة القاتمة للاقتصاد الدولي, حذر باسكال لامي رئيس منظمة التجارة العالمية من حرب عملات عالمية في حالة لم تتمكن الحكومات من النجاح في إصلاح النظام الدولي للعملات, وطالب لامي مجموعة العشرين بأن تعمد إلي تنسيق جهودها لتحقيق هذا الإصلاح وتحاشي الإجراءات المنفردة التي ستؤدي فقط إلي الإضرار بالتجارة العالمية. وشدد لامي علي أنه في حالة فشل قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في فرنسا الشهر المقبل في اتخاذ خطوة نحو تعاون أوثق فيما يتعلق بسياسات الاقتصاد الكلي فمن المرجح أن تكون التجارة هي كبش الفداء للفشل المنهجي.