في خطوة قد تساهم في اشتعال الوضع في أمريكا, أعلنت النقابات العمالية الأمريكية دعمها لمتظاهري حركة احتلوا وول ستريت, وقررت الانضمام إلي المظاهرات التي جرت أمس في العديد من المدن الأمريكية والتي تعتبر الأكبر منذ انطلاق المظاهرات في17 سبتمبر الماضى احتجاجا علي ما أسموه جشع الأغنياء, واستخدام الشرطة للقوة المفرطة بحق المواطنين, والاحتباس الحراري. وتوسعت المظاهرات الاحتجاجية ضد السياسة المالية في وول ستريت لتشمل عددا من المدن الأمريكية بعد أن انطلقت منذ أيام في مدينة نيويورك فقط. وذكرت مصادر أمريكية أن الاحتجاجات امتدت إلي مدن بوسطن, لوس أنجلوس وشيكاجو, بعد أن حظيت بتأييد واسع من قبل العديد من التنظيمات النقابية. وأشارت المصادر إلي أن ما يقرب من عشرة آلاف شخص تجمعوا حتي الآن في حي وول ستريت المالي في نيويورك في إطار حركة احتلوا وول ستريت الاحتجاجية المستمرة في المدينة منذ أكثر من15 يوما. ويحتج المتظاهرون أيضا علي ما وصفوه بعدم المساواة الاقتصادية, وارتفاع تكاليف التعليم الجامعي وسيطرة الشركات ورأس المال علي الحكومة. وقد تطورت تظاهرات احتلوا وول ستريت لتصبح أكثر تنظيما حيث تم توفير المساعدات الطبية والقانونية للمحتجين. وهتف المتظاهرون لنضع حدا للحروب وافرضوا ضرائب علي الأغنياء, كما رفع المتظاهرون لافتات كتب عليها لنضع حدا للبنك المركزي! وعندما يسرق الاغنياء الفقراء, يسمون ذلك اعمالا, وعندما يدافع الفقراء عن انفسهم, يسمون ذلك عنفا, وفلنقض علي جشع وول ستريت قبل ان تقضي علي العالم. وسارت المظاهرات, التي ضمت أيضا العديد من الشبان والممرضات, تحت اشعة شمس حارقة علي وقع الطبول. وفي الوقت نفسه, نشرت حملة احتلوا وول ستريت علي موقعها علي الإنترنت, أسماء النقابات التي أعلنت دعمها للحركة, بينها عدد كبير من النقابات في مدينة نيويورك, ومنها نقابة عمال السيارات, ونقابة عمال النقل والاتحاد الموحد للمعلمين ونقابة موظفي الكونجرس. وتضم النقابات في نيويورك مئات آلاف الأعضاء, وقال قادتها إن الشباب الذين يقفون وراء حملة احتلوا وول ستريت يتحدثون باسم غالبية الأمريكيين المحبطين من الشركات والبنوك التي استفادت علي ظهور الفقراء الكادحين. ودعت مؤسسة أدباسترز الإعلامية, التي تضم مفكرين وناشطين ينتقدون كل جوانب حياة المجتمع الأمريكي, إلي تنفيذ الاعتصام, واعتبرت أن الهدف من الحملة هو أن يتدفق20 ألف شخص علي مانهاتن السفلي بهدف احتلالها عدة أشهر من خلال نصب خيم وإقامة مطابخ وحواجز سلمية.