تعرف في دار المسنين بالحاجة وحيدة وهذا ليس اسمها إنما وصفها فاسمها الحاجة حميدة أم لطبيبة وطبيب معروف وهذه قصتها كما تحكيها .. كنت أعمل بالتعليم ذقت المرار وحرمت نفسي من اللقمة والهدمة من أجل تعليم أولادي وربنا اكرمني بعد عذاب سنين من يوم موت والدهما إلي ان تزوجت ابنتي وسافرت إلي أمريكا مع زوجها أما ابني الكبير فجاءني ليعلن رغبته في بيع شقتي لتجهيز عيادة له ووافقت لأنه أخبرني برغبة ابنتي في الذهاب إليها, قلبي رقص وابني شحني في الطيارة وجاءت ابنتي للمطار تعلقت برقبتها وفرحت بأولادها لكن الفرحة لم تتم, من أول ليلة أعلن زوجها نظام المنزل والمطلوب مني خاصة رعاية الصغير ولم اكن أدري أني بديلة للشغالة حين قال كويس الشغالة مشيت وحجرتها هتكون حجرتك لم تكن الحجرة فقط مكاني بل كل عملها, وبرغم المجهود الكبير علي سن70 سنة إلا أنني رضيت وكنت أحدث الجدران والكراسي وأبكي وحدتي وأعذر ابنتي لعملها ومرت خمسة أشهر وأنا أقوم بواجباتي افضل من أي خادمة دون كلمة طيبة من احد وجاء عيد الأم وانتظرت كلمة من ابنتي لكنها لم تقل شيئا وثاني يوم أصبت بإغماء وسمعتها تقول لابنتها, دونت واري] لم أفهم ثم طلبت أن تجلس يوما معي بلا فائدة وأن أتصل بأخيها الذي لم يخاطبني منذ شحني بالطائرة.. سدت كل الأبواب في وجهي وواصلت أيامي الحزينة والاغماءة تتكرر فسألتها عن سببها قالت نفس الكلمة التي لا أعرفها وكرت الشهور وفي يوم أسود مرض صغيرها بنزلة معوية فجاء زوجها يلعن اليوم الذي جئت إليهم فيه ويتهمني باهمال عملي وقرر شحني ثانية لمصر بلا جنيه واحد لكني كنت قد احتفظت في محفظتي بعشرين جنيه نفعوني وانا ابحث عن عنوان عيادة ابني ووجدتها وطلبت من الممرض الاتصال به وسمعت صوته يقول جت ليه ديه وانتظرته حتي جاء بكل برود وقال سوف تنامي في العيادة حتي أرتب مع زوجتي خبر حضورك وانصرف, لم يسألني عن أحوالي ولا صحتي ولا وزني المفقود ولا ماذا سأكل وحدثني تليفونيا بأن زوجتة ترفض إقامتي معهما لضيق المكان, أخذت شنطتي الصغيرة ونزلت أجوب الشوارع لا أعرف أين أذهب ووقعت وأخذني اولاد الحلال للمستشفي وغبت عن الوعي شهرا وعلمت بعدها إتصال المستشفي بابني بلا فائدة فقد قال نفس جمله ابنتي وسألت الطبيب عن معناها فقال: لاتهتم أو مش مهم أدركت أني زرعت ولم أحصد لكن ربنا كريم أخذني الطبيب إلي تلك الدار ووجدت فيها الرحمة التي حرمني منها أولادي وأنا فعلا لا أريد أن أري ابنتي ولا ابني وباقول لهم دونت ووري بس بكرة هيشوفوا جزاء عملهم ولن يزورهم أولادهم مرة في السنة.