باريس- وكالات الأنباء:{br} لأول مرة منذ أكثر من خمسين عاما, انتخب اعضاء مجلس الشيوخ الفرنسي أمس عضوا اشتراكيا لرئاسة المجلس بعد ان انتزع مرشحون يساريون السيطرة علي المجلس الاعلي للبرلمان الاسبوع الماضي من الحزب الحاكم ذي التوجهات المحافظة المنتمي له الرئيس نيكولا ساركوزي. وبذلك اصبح زعيم كتلة الاشتراكيين السيناتور جان بيير بيل-59 عاما- رئيسا لمجلس الشيوخ الفرنسي والرجل الثاني في الدولة الفرنسية بعد أسبوع علي الانتخابات التي شهدت انتقالا تاريخيا للأغلبية إلي اليسار في أحد مجلسي البرلمان الفرنسي. وتم انتخاب السيناتور بيل المنتمي إلي منطقة لارييج جنوب غرب فرنسا من الجولة الاولي بأكثرية179 صوتا مقابل134 للرئيس السابق جيرار لارشيه مرشح حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية, بينما حصلت فاليري لايتار- وسط- علي29 صوتا, وحصل علي سبعة أصوات أكثر من الغالبية المطلقة داخل مجلس الشيوخ ليصبح سادس رئيس لهذه الهيئة. وتعرضت حكومة ساركوزي قبل سبعة أشهر من الانتخابات الرئاسية لضربة قوية من خلال هذا التغيير الرئيسي, حيث استحوذ مرشحون يساريون علي أكثر من20 مقعدا من الحزب الحاكم, وفاز جين بيير بل-59 عاما- علي أغلبية مطلقة في الاقتراع السري الذي جري مؤخرا ليصبح أول عضو يساري يتولي رئاسة المجلس منذ.1958 وتعهد بل للأعضاء عقب انتخابه بإصلاح مسار فرنسا, حيث قال: جري هنا تصويت من اجل التغيير, ومفاتيح التغيير انتقلت لليسار, لقد حملونا- في إشارة للناخبين- ثلاث مسئوليات: الاولي تاريخية لأنه بعد عقود ينفتح مجلس الشيوخ علي البديل, والثانية سياسية لأن الناخبين أعربوا عن سخطهم وعدم ارتياحهم بشأن التوجه الذي نأخذه, ومسئولية اخلاقية لأنهم يريدون مجلسا جديدا. ولن يتمكن المجلس الجديد من اعاقة خطط ساركوزي التشريعية لان اليمين لا يزال يسيطر علي البرلمان الذي له القرار النهائي, ولكن خسارة معقل يسيطر عليه اليمين تمثل نكسة رمزية خاصة اذا اضيفت إلي تدهور شعبيته, في حين سيعطي النصر دفعة للاشتراكيين قبيل الانتخابات التمهيدية هذا الاسبوع لانتخاب مرشح لخوض الانتخابات الرئاسية العام المقبل.