أنهي الرئيس حسني مبارك بإجابة حاسمة وواضحة الجدل المبكر حول الانتخابات الرئاسية القادمة في مصر والمقرر إجراؤها بعد أكثر من عام, في المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس مبارك مع المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل في برلين . قال الرئيس بوضوح إنه ليست هناك أي قيود علي الإطلاق في مشاركة د. محمد البرادعي الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية في الحياة السياسية في مصر وفقا للدستور والانضمام الي أي حزب سياسي يشاء جاء ذلك ردا علي سؤال لصحفية ألمانية في المؤتمر الصحفي, حول ما إذا كانت الحكومة المصرية ترحب بمشاركة البرادعي وانضمامه الي أحد الأحزاب السياسية, وكانت الصحفية الألمانية قد سألت الرئيس مبارك إذا ما كانت مصر تعامل البرادعي كبطل قومي, فقال الرئيس: إن مصر ليست بحاجة الي بطل قومي, لأن الشعب المصري بكامله هو البطل القومي. حسنا فعل الرئيس مبارك, بهذه التصريحات القوية والواضحة في العاصمة الألمانية والتي أعادت التأكيد مرة أخري علي ان التوجه السياسي المصري في الداخل لايزال مصرا علي مواصلة جهود الإصلاح السياسي, الذي فتح الباب واسعا أمام كل المصريين للمشاركة في الحياة السياسية والعامة, وأنه لا مخاوف مصرية من تجدد حالة الحراك في المجتمع, شريطة الالتزام بالدستور والقانون والشرعية, وأنه لا فيتو علي مشاركة أي مواطن مصري في الترشح, وأن الباب مفتوح أمام الجميع سواء عن طريق الانضمام لحزب سياسي أو كمستقل, فلا أحد فوق الدستور أو القانون ولا يمكن بأي حال من الأحوال استثناء أحد مهما كان, من هذه القاعدة, وأية دعوات تحت أية ذرائع تستهدف في الأساس الانقلاب علي الشرعية, وهو لن تسمح به الدولة المصرية بكل مؤسساتها وأحزابها, والتي تسعي لتطور ديمقراطي عبر إجراء انتخابات حرة ونزيهة, يكون فيها صندوق الانتخاب وتصويت المواطنين هو الحكم. وقد لفت نظري حجم التعليقات حول تصريح الرئيس مبارك هذا, في موقع الأهرام الالكتروني, الذي يزوره الملايين, ووضح اهتمام القراء والمتابعين لهذا التصريح الذي وصفته القارئة علا السيسي بأنه رائع وطالبت بتعديل بعض بنود الدستور, في حين جاء تعليق مصريين عايزين مبارك وبس رافضا أساليب التهديد وإثارة الفتنة. واعتبر علي يس أن البطل القومي لمصر هو الرئيس مبارك, في حين طلب وليد مختار شاهين إجراء انتخابات حرة وفقا للدستور, وبذل الجهود لمحاربة الفساد ودعم الديمقراطية, وشكر ملاك صموئيل حبشي الرئيس مبارك لأنه وضع النقاط علي الحروف واحتكم للدستور, وتساءل ضياء العفيفي عمن أرسل البرادعي ؟ولمن؟ ومن هو؟ في عنوان تعليقه مجرد نظر؟, أما الدكتور تامر حسان الذي كتب تعليقه بالانجليزية فقال: أحب مبارك وسأصوت له وقال عبدالناصر الذي كان عنوان تعليقه: عزيزي مبارك وبس بنحبك ياريس من القلب, نحن لسنا بحاجة لبطل قومي, أما تعليق أحمد فكان أرغب تداول السلطة ووصف تعليق هشام المهندس المادة76 من الدستور بأنها مجموعة من الأغلال وبشعة, وقالت فاتن موافي: نحن نحب الرئيس وبلدنا وهاجم نادر المادة76 وطالب الرئيس بتعديلها, كما طالب حسن شميس بإلغاء الدعم, وقال عصام إنه يجب تعديل قانون الايجار القديم أما سهير السيد فقالت إن العصر الذهبي لمصر هو عهد الرئيس مبارك, وتطرق تعليق واحد من مصر إلي التحول الملحوظ في الشخصية المصرية, وفي المجتمع بشكل عام, وطالب الرئيس مبارك بحكم تاريخه الوطني وانجازاته بإنقاذ مصر, وفقا لتعبيره, أما عياد فانوس ففرق بين الساسة والعلماء, مؤكدا أنه مصري ويرفض ترشيح البرادعي وطالبه بالعمل في مجال تخصصه, أما جمال السقا فقال إن ترشيح البرادعي ورقة ضغط علي مصر, أما سامح العجوز الذي كتب تعليقه من الولاياتالمتحدة فطالب باعطاء الفرصة للمصريين في الخارج, وجاءت تعليقات سمير الهواري مؤكدة أن للتغيير شروطا في حين اعتبر تعليق المصري أن مواد الدستور بها قيود كثيرة ويجب رفعها, واقترح وليد فتحي أن يرشح د. البرادعي نفسه في الأممالمتحدة, وطالب الرئيس بمحاربة الفساد والنفاق. عشرات التعليقات علي موقع الأهرام, بدا منها أن المصريين في الداخل والخارج أصبحوا مهتمين بأوضاع بلادهم وحريصين كل الحرص علي تقدمها واستقرارها, وأسعدهم تصريحات الرئيس واعلانه الالتزام بالدستور وقوانين البلاد, ورفضهم القاطع لدعوات الفوضي التي أطلقها البعض خلال الأسابيع القليلة الماضية. هذه عينة من آراء المصريين, لم تتسع المساحة لكتابة كل التفاصيل التي احتوتها, ولكن أصبح من الواضح أن هوجة تسويق بعض الأسماء ومحاولات القفز علي الواقع ومحاولات تمهيد الأرض لزوابع وأعاصير سياسية قد هدأت, وإن كان ذلك لن يمنع من محاولات تكرارها مرة أخري, فقد فشلت محاولات جر البلاد لاستحقاقات وتواريخ انتخابية لم تأت مواعيدها بعد, وجرت محاولات دفع الساحة لتفاعلات ومظاهرات أشبه ببروفة متقدمة لحين قدوم موعد العرض الرئيسي!! يعرف عن مصر طوال تاريخها بأنها دولة مؤسسات, ويعرف عن قادتها التزامهم بالدستور واحترامهم له, وحتي الآن ومع التأكيد علي حق الجميع بالمشاركة أو الترشح, لم يفتح باب الترشيح لمقعد الرئيس, فلدينا رئيس منتخب من بين أكثر من مرشح, انتخابا حرا وديمقراطيا ولدي الرئيس المنتخب برنامج انتخابي يقوم بتنفيذه منذ انتخابه وحتي هذه اللحظة, ووفقا للشرعية لا يزال الرئيس يمارس مهامه الدستورية, ولم تنته مدته الرئاسية, ولم يعلن حتي الآن فتح باب الترشيح الذي ينظمه الدستور والقوانين المكملة له, وعندما يتم ذلك, سنري إذا رغب الرئيس في الترشح مرة أخري فهذا حقه الدستوري والديمقراطي, أما الحديث الآن عن أسماء ومرشحين وتعديلات دستورية قبل الانتخابات, فهذا سابق لأوانه ويخالف أبسط قواعد العمل الديمقراطي, فضلا عن عدم لياقة الحديث عن مقاعد لا تزال شاغرة يمارس عبرها مهامه الوطنية التي اتفق عليها وصوت لأجلها المصريون. إن مصر مقبلة علي مرحلة مهمة في تاريخها وعلي أبواب انتخابات تشريعية سواء انتخابات مجلس الشوري أو انتخابات مجلس الشعب, وهي دولة ومجتمع لا تقفز علي المراحل وحتي يحين موعد إجراء الانتخابات الرئاسية, فعلينا جميعا أن نعود للدستور الذي يقول بوضوح, أيها السادة حتي الآن لا يوجد لدينا وظائف خالية, وعندما يحين و قتها سنعلن عن ذلك. المزيد من مقالات مجدي الدقاق